وتشربون دمي ..

وتشربون دمي ..

 



-        كان عندي سؤال – وبالأكثر اعتراض – على اللي بيقولوا ان الافخارستيا جسد ودم حقيقي للمسيح. اعتقد ان واضح جدا ان الموضوع رمز أو تشبيه بلاغي ليس أكثر. والدليل ان الله كان بينهي عن شرب الدم "وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ." (تث12: 16). وفي العهد الجديد، كانت احدى قوانين الرسل للأمم أن يمتنعوا عن شرب الدم. الأيه بتقول "أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَعَنِ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ" (أع15: 29). هل من المعقول ان ربنا يأمر بعدم شرب الدم، وبعدين يقول لنا نشرب دمه؟

 

-        هممم... طيب خليني اطرح سؤالك ده بطريقه مختلفه. يعني لو استخدمت نفس المنطق بتاعك، واعتبرنا السيد المسيح بيقول مجرد تشبيه أو مجاز. فهل يعقل ان يستعمل الرب تشبيه بيخالف الوصية اللي بتحرم شرب الدم؟ اعتقد ان ده يبقى خطأ غير جائز ولا لائق ولا حاجة له أصلاً.

 

-        معاك حق. بس برضه لو كان شرب الدم محرماً بالوصية، ازاي يؤمرنا بشرب دمه هو؟ احنا كدا بنتهم المسيح بكسر الوصيه!

 

-        بص. مشكلة الفهم القاصر للوصية، انه بيحوّل الوصية اللي بتشهد للافخارستيا، وكأنها بتشهد ضدها. وللأسف الاستدلال الخاطئ ده ممكن يحمل – دون دراية - اتهام تجديفي للسيد المسيح نفسه!

 

-        خلينا نركّز في السؤال.. هو مش الناموس كان بينهي عن شرب الدم؟ وهاقولك بالأيات كمان:

o      غَيْرَ انَّ لَحْما بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لا تَاكُلُوهُ. (تك9: 4)

o      وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ.(تث12:  16)

o      لكِنِ احْتَرِزْ أَنْ لا تَأْكُل الدَّمَ لأَنَّ الدَّمَ هُوَ النَّفْسُ. فَلا تَأْكُلِ النَّفْسَ مَعَ اللحْمِ. (تث 12: 23)

 

-        وخد من عندي أنا كمان شوية أيات تانيه كمان (هازيد لك من الشعر بيت كمان زي ما بيقولوا):

o      لا تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاء. (تث 12:24)

o      لا تَأْكُلهُ لِيَكُونَ لكَ وَلأَوْلادِكَ مِنْ بَعْدِكَ خَيْرٌ إِذَا عَمِلتَ الحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. (تث 12: 25)

o      وَأَمَّا ذَبَائِحُكَ فَيُسْفَكُ دَمُهَا عَلى مَذْبَحِ الرَّبِّ إِلهِكَ وَاللحْمُ تَأْكُلُهُ. (تث 12: 27) 

o      وَكُلُّ انْسَانٍ مِنْ بَيْتِ اسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَاكُلُ دَما اجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْاكِلَةِ الدَّمَ وَاقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا.  (لا17: 10)

o      لِذَلِكَ قُلْتُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: لا تَاكُلْ نَفْسٌ مِنْكُمْ دَما وَلا يَاكُلِ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ دَما. (لا17: 12)

o      لانَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ. فَقُلْتُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: لا تَاكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا لانَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ. كُلُّ مَنْ اكَلَهُ يُقْطَعُ. (لا17: 14)

o      أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَعَنِ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ». (أع15: 29) 

الفكرة مش بعدد الأيات .. الاستدلال هنا خاطئ ومش في محله .. وأول دليل عن ان الاستدلال مش صحيح هو انك معتقد ان الوصية تحرّم كل الدم دون استثناء ولا تمييز بين جسد الرب ودمه - وحاشا من قول- بين البهائم ودم ثيران وتيوس وعجول! .. آدي أهوه أول الاستدلال تجديف..

 

-        ياعم متزقش! طيب ما هو لو احنا بنشرب دم الرب، ازاي بتحرِّم الوصية شرب الدم؟

 

-        إجابة سؤالك من قلب سؤالك نفسه: ازاي بتحرِّم الوصية شرب الدم، واحنا بنشرب دم الرب؟ عشان احنا بنشرب دم الرب!!

 

-        ازاي؟ مش فاهم؟

 

-        لازم تفهم الأول ليه الوصية حرّمت شرب الدم في العهد القديم؟ واشمعنا يعني الوصية ديه اللي اختصها الرسل من كل وصايا الناموس، واهتموا بالتزام كل كنائس الأمم بيها (بجانب الامتناع عما ذُبِح للأوثان، والزنى). خلي بالك ان المخنوق هو هو زي الامتناع عن شرب الدم (فالمخنوق يموت بدمه فيه)؟

 

-        همممم ... مش عارف الصراحه ..

 

-        خد نفس عميق، وركز معايا. إجابة السؤال بتبدأ من الأيه اللي انت قولتها: غير انَّ لَحْما بِحَيَاتِهِ دَمِهِ لا تَاكُلُوهُ. (تك9: 4).. أخدت بالك من كلمة "بحياته دمه" ديه؟ أساس تحريم أكل الدم عشان الدم تحديداً فيه الحياة. بل هو نفسه مُعتَبَراً الحياة ذاتها، وعشان كده الدم لا يؤكَل لكونه الحياة.

 

-        تمام، وعشان كده برضه قال " لانَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ "

 

-        الله ينوّر عليك.. الأيه اللي انت قلتها دي بالذات، جايه في سفر اللاويين وهو بيشرح طقس اصعاد الذبيحة. وكان النهي واضح بعدم شرب الدم، وذكر ساعتها 4 مرات بإصرار ان النفس هي في الدم [1]. وبناءً على كده بنوصل لنتيجتين:

o      الأولى أن الدم يكفر عن النفس (لأن الدم حياة) -- دي النتيجة أولى،

o       والثانية أن "نفس الحيوان" هي المطلوب ألا تُؤكَل.

.... معايا لغاية هنا؟

 

-        ماشي.. وبعدين؟

 

-        حرّم الرب اكل نفوس البهائم من أجل أن يأكل أحباؤه نفسه هو.. فمن يأكل الرب يحيى به (يو6: 57)، وأما البهائم فتُباد (مز49: 12، 20).. وأية شركة للحياة مع الموت؟ أو أي نصيب للنفوس البهيمية مع الرب الروح من السماء؟ (1كو15: 40-55؛ 2كو6: 14-16)

 

-        مش فاهم الربط ده.. قصدك إيه؟

 

-        السياق كله سياق شركة مع الرب، شركة مقدسة لا تقبل دخول غريب (اللي بيمثله النفس البهيميّه).. شركة بين الشعب والرب، وبين الشعب ونفسه في شركة الرب.. شركة بتسبب فرح للرب بينعكس من الرب على الشعب عشان يفرح في شركته مع نفسه ومع الرب..
 ارجع للنص (لا17: 7-16) وشوف العقوبة المفروضة على المخالف. أولاً: "اجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْاكِلَةِ الدَّمَ" ثم " وَاقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا".. عقوبة مزدوجة فيها قطع للشركة مع الرب "اجعل وجهي ضده" وقطع للشركة مع بقية الشعب "أقطعها من شعبها"..

 

-        يعني قصدك تقول ان الدم يحمل الحياه، وبالتالي شرب دم الذبيحه، بيشير إلى شركه غريبه عن شركة الرب ؟

 

-        بالظبط ... نفس المعنى اللي انت قولته يبان في سياق تحريم سفر التثنية لأكل الدم (تث 12: 12 - 18)[2]. فالوصية بمنع أكل اللحم بدمه سببها أولاً كون النفس في الدم، وثانياً جواً عاماً بالشركة على صعيدين بين الرب والشعب وبين الشعب بعضه البعض، وثالثاً عقوبة للمخالف بانه يُقطَع عن تلك الشركة ببعديها.. فالتحريم يخص نفوس البهائم والسياق يشير لرفض تلك النفوس من أجل حفظ نفوس الشعب مقدسة لشركة الرب وحده.

 

-        تمام.. يعني جزء من تقديس شركتنا مع الرب اننا منشتركش في شركه غريبه. ده تعليم بولس في رسالته لكورنثوس لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ (1كو10: 21) .. صحيح هو مكنش بيتكلم بالضرورة على الافخارستيا، لكن نفس المبدأ.

 

-        بالظبط كده.. كلام بولس الرسول بياخد من المعنى اللي بنقوله وبيبني عليه.. إن الإشكال هو في "الشركة بين الفاسد والصالح"..

 

-        طيب معلش.. في حته ناقصه. ايه العلاقة بين كون النفس في الدم وبين الشركة المقدسة مع الرب والكنيسة؟

 

-        الشركة مع الرب بتعني التقديس للرب والتخصيص له دون غيره.. إعطائه الكل .. كل القلب وكل الفكر وكل النفس.. وأما الدم فبه نفس بهيمية غريبة، وبالتالي اللي يشربه بياخذ في نفسه شركة نفس غريبة. وسبب التحريم حسب فهم السياق هو الحفاظ على قداسة الشركة مع الرب..

 

-        فهمت قصدك.. طيب ممكن تشرحلي لي الكلام ده في العهد الجديد؟

 

-        تعالى شوف معايا توصيات مجمع اورشليم تاني والموانع اللي أوصى عليها الرسل: "أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَعَنِ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ». (أع15: 28-29)
الثلاثة وصايا بتركّز على حفظ الإنسان - كل الإنسان - لذاته نقياً من أية شركة ما خلا الرب.

 

الأولى: المذبوح للأصنام يحمل سلطان تكريمي للأصنام، حتى وإن كان الآكل لا يؤمن بها، ولكن بالأكل من ذبائحها يكرّمها ويرتبط بها قلبياً..

 

الثالثة: هي الزنا، وفي الزنا تكون للإنسان شركة اتحاد جسد مع إنسان غريب بعيداً عن الرب أقول لا أنا بل الرسول، بل الناموس لأن الرسول ينقل من الناموس فيقول: "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ (مع الزانيه)؟ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ." (1 كو 6: 16-17). فالوصية تحفظ جسد الإنسان في الشركة مع الرب مقدساً له ومقدساً عن غيره من علاقات دنسة.  

 

الثانية: الوسطى هي وصيتنا.. الدم .. وأظن ان دلوقتي توافقني إلى ان الوصية حكمتها حفظ الشركة مع الرب مقدسة على مستوى النفس التي لا ينبغي ان تختلط بشهوة بهيمية ونفس غريبة بداخلها.

 

نفس المعنى اللي شوفناه في العهد القديم، بتحمله الوصية في العهد الجديد وبتاخد موضعها بإحكام وتتوسط وصيتين تحملان نفس الغاية ليتموا معاً حفظ المؤمن السامع لهم العامل بهم لحفظ قداسة شركته مع الرب تامة: قلباً ونفساً وجسداً..

 

-        لا الله ينوّر.. كدا اتضحت الرؤيا..

 

-   يبقى الوصية من أول العهد القديم كانت لمنع دخول الغريب داخلنا لتحفظنا للقريب، للرب نفسه.. وتحفظنا مقدسين لشركة أفضل هي شركة دم الرب .. ولأن حياة الكائن في دمه، كانت الوصية بتحذر من شرب دم البهائم، ولنفس السبب احنا بنشرب دم المسيح.. لأن لي الحياة هي المسيح ولأنني احيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ (غل2: 20؛ في1: 21)..

 

تمت ..

 



[1] وَلا يَذْبَحُوا بَعْدُ ذَبَائِحَهُمْ لِلتُّيُوسِ الَّتِي هُمْ يَزْنُونَ وَرَاءَهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً تَكُونُ هَذِهِ لَهُمْ فِي اجْيَالِهِمْ. وَتَقُولُ لَهُمْ: كُلُّ انْسَانٍ مِنْ بَيْتِ اسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يَنْزِلُونَ فِي وَسَطِكُمْ يُصْعِدُ مُحْرَقَةً اوْ ذَبِيحَةً وَلا يَاتِي بِهَا الَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَصْنَعَهَا لِلرَّبِّ يُقْطَعُ ذَلِكَ الْانْسَانُ مِنْ شَعْبِهِ. وَكُلُّ انْسَانٍ مِنْ بَيْتِ اسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَاكُلُ دَما اجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ النَّفْسِ الْاكِلَةِ الدَّمَ وَاقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا لانَّ نَفْسَ الْجَسَدِ هِيَ فِي الدَّمِ فَانَا اعْطَيْتُكُمْ ايَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ لانَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ النَّفْسِ. لِذَلِكَ قُلْتُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: لا تَاكُلْ نَفْسٌ مِنْكُمْ دَما وَلا يَاكُلِ الْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ دَما. وَكُلُّ انْسَانٍ مِنْ بَنِي اسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَصْطَادُ صَيْدا وَحْشا اوْ طَائِرا يُؤْكَلُ يَسْفِكُ دَمَهُ وَيُغَطِّيهِ بِالتُّرَابِ. لانَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ دَمُهُ هُوَ بِنَفْسِهِ. فَقُلْتُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: لا تَاكُلُوا دَمَ جَسَدٍ مَا لانَّ نَفْسَ كُلِّ جَسَدٍ هِيَ دَمُهُ. كُلُّ مَنْ اكَلَهُ يُقْطَعُ. وَكُلُّ انْسَانٍ يَاكُلُ مَيْتَةً اوْ فَرِيسَةً وَطَنِيّا كَانَ اوْ غَرِيبا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَبْقَى نَجِسا الَى الْمَسَاءِ ثُمَّ يَكُونُ طَاهِرا. وَانْ لَمْ يَغْسِلْ وَلَمْ يَرْحَضْ جَسَدَهُ يَحْمِلْ ذَنْبَهُ». (لا17: 7-16)

[2] وَتَفْرَحُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ أَنْتُمْ وَبَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَعَبِيدُكُمْ وَإِمَاؤُكُمْ وَاللاوِيُّ الذِي فِي أَبْوَابِكُمْ لأَنَّهُ ليْسَ لهُ قِسْمٌ وَلا نَصِيبٌ مَعَكُمْ. اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُصْعِدَ مُحْرَقَاتِكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ تَرَاهُ. بَل فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ فِي أَحَدِ أَسْبَاطِكَ. هُنَاكَ تُصْعِدُ مُحْرَقَاتِكَ وَهُنَاكَ تَعْمَلُ كُل مَا أَنَا أُوصِيكَ بِهِ. وَلكِنْ مِنْ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ تَذْبَحُ وَتَأْكُلُ لحْماً فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ حَسَبَ بَرَكَةِ الرَّبِّ إِلهِكَ التِي أَعْطَاكَ. النَّجِسُ وَالطَّاهِرُ يَأْكُلانِهِ كَالظَّبْيِ وَالإِيَّلِ. وَأَمَّا الدَّمُ فَلا تَأْكُلهُ. عَلى الأَرْضِ تَسْفِكُهُ كَالمَاءِ. لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَأْكُل فِي أَبْوَابِكَ عُشْرَ حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ وَلا أَبْكَارَ بَقَرِكَ وَغَنَمِكَ وَلا شَيْئاً مِنْ نُذُورِكَ التِي تَنْذُرُ وَنَوَافِلِكَ وَرَفَائِعِ يَدِكَ. بَل أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ تَأْكُلُهَا فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَاللاوِيُّ الذِي فِي أَبْوَابِكَ وَتَفْرَحُ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ بِكُلِّ مَا امْتَدَّتْ إِليْهِ يَدُكَ. (تث 12: 12-18)


Comments

Popular posts from this blog

كنيسة القديسين

The Church of the Saints