كنيسة القديسين

Click here for English Version

كنيسة القديسين

 

في موضوع بقاله فترة مسيطر على أفكاري وشاغل مساحه كبيره من الجدل على المنصات الالكترونيه والسوشيال ميديا .. وهو موضوع شفاعة القديسين والبركه من الأيقونات وأجساد القديسين في الكنائس القبطيه .. وطبعاً لا يخلو الأمر من تراشق الألفاظ والاتهامات زي مثلا: عباد الأموات .. أو كنيسة الأوثان .. وللأسف البعض استخدم السخريه اللاذعه، بل والشتائم الصريحه، وحاول تبرير هذا السلوك الغير مسيحي بالمره بالاستناد على أيات من الكتاب المقدس. فعادي جداً انه يدي نفسه الحق انه يشتم الكنيسه الأورثوذكسيه ويصفها انهم "وثنيين" ويبرر ان الكتاب المقدس قال في سفر الخروج "لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ.." (خر 20: 4).

لكن بعيدا عن سخف الجدالات العقيمه والمناقشات الغبيه. من الواضح ان - كالعاده – كل اللغط والجدل اللي حوالين طقوس كنسيه، أو ممارسات أو عادات توارثتها الكنيسه الأورثوذكسيه، هو - بصوره مباشره أو غير مباشره – هجوم على عقيدة الشفاعه. ومن هنا كانت صدمه شويه لي اني لقيت تضارب في شرح معنى ومغذى الشفاعه من جهات مختلفه.

واعترف ان بعض الشروحات التي في ظاهرها تؤيد عقيدة الشفاعه، للأسف اختلقت التفاسير التي – دون دراية – تؤذي معنى الشفاعه لا تؤيدها ..فأصبحت الساحه الاكترونيه ومنصات التواصل الاجتماعي مساحه لاضرام الحريق بين الطوائف المسيحيه. فتارةً تجد من ينادي بنبذ كل ما يتعلق باكرام الصديقين وطلب صلواتهم. فلا حاجه لهم لأن "إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ." (1 يو 2: 1). وتارةً أخرى تجد – على النقيض الأخر – من ينصح أخواته بالتشفع بأمنا ايريني عند الصلاه لمرقوريوس! أو من يحرص على تقبيل جميع أيقونات القديسين في الكنيسه، ولا يعبأ بتقديم السلام أو الاكرام لصاحب البيت أولاً. أو من يهرع لطلب شفاعة قديس\ قديسة ما عند كل طلب، ولا يهتم بالصلاه لمن حوله، أو على الأقل لا يطلب الصلاه ممن حوله بنفس المقدار والحرص. أو ندّعي أن الكنيسه تقتصر الشفاعة على العذراء والملائكة و يوحنا المعمدان فقط، ونفسر ذلك بتفاسير ابتكاريه مختلقة؟ أو ما بين تقصير مخل وتطويل ممل، اختزلوا وصف الشفاعة بأنها فقط "صداقة"!! وبين هذا وذاك ضاع المعنى الأسمى والمغزى الأعمق لعقيدة الشفاعه، والتي تعكس غاية مشيئة الآب أن "يَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا" (يو 17: 21).

 فياجميع الفرقاء، والمتكلمين بإسم الدين، وجب الفهم قبل الاستدلال. وحتى يكتمل الفهم ، وتتضح الصوره لديكم، أرجوكم أرفعوا أيديكم عن شرح الشفاعه!!

إن المسيح حيّ فينا..

هو قدوس يسكن فينا فيجعلنا قديسين..

هو نور، يسكن فينا فيجعلنا نوراً للعالم..

وهو أيضاً شفيع، يتصوّر فينا. فكيف الاعتراض أنه يملأنا بروح الشفاعة الطالبة لخلاص الآخرين والعاملة فيه وبه ومعه لخلاصهم؟..

فبالرغم من أن لنا شفيع هو الانسان يسوع المسيح، لكن وجب لنا الصلاه لأجل بعض بحسب الوصيه.  فهل يناقض الكتاب المقدس نفسه؟! وقد يتعلل مناهضي الشفاعه أن هذه الوصيه للأحياء فقط. فحتى لو كان هذا الكلام صحيح (لأوافقك على سبيل الجدال). إذاً لا تصير الحجه بأن يسوع المسيح شفيع كافيه لحجب عمل الشفاعه!.

ألا يحيا المسيح فينا؟ ألا يتصوَّر في مُختاريه؟ أليس هو شفيعاً؟ إذاً فبالضرورة يُلهِب قلوبهم بغيرة الشفاعة من أجل الساقطين والضعفاء! لذا وجب التدقيق والتوعيه قبل المجاهره وشن هجوم أجوف على الكنيسه.

سأحاول أن أقدم في سلسلة المقالات التاليه محاوله أمينه للبحث في معنى عقيدة الشفاعه وأصولها ولزومها. وكيف انعكست هذه المعاني في ليتورجية الكنيسه وطقوسها وقوانينها. المقالات في هيئة حوار بلغة ما بين صديقين وبلغه عامية بسيطة أملاً في وصول المعنى المنشود لأكبر شريحه ممكنة من الناس.


Comments

Popular posts from this blog

The Church of the Saints

أخضعت الطبيعة بالكلمة