كنيسة القديسين - ما بين تقنين القديسين والإدانة !!!
كنيسة القديسين (9)
ما
بين تقنين القديسين والإدانة !!!
-
معتز: سلام ياتوماس ياصديقي. فينك ياعم؟
-
توماس: سلام يامعتز .. معلش، كنت محتاج اقعد شويه مع نفسي أهضم الكلام اللي
احنا اتناقشنا فيه.
-
معتز: طب ايه؟ هضمت ولا لسه؟ 😊
-
توماس: لا زي الفل .. بس في سؤال كده، الصراحه محيرني، فقلت أجي ادردش معاك
فيه
-
معتز: تمام .. سؤال في شفاعة القديسين برضو؟
-
توماس: مش بالظبط. بس هو ليه دعوه بقوانين الكنيسه لإعلان قداسة أحد
المنتقلين
-
معتز: تمام. إيه سؤالك؟
-
توماس: هو الكنيسة في إعلانها لقداسة شخص ما، مش ده كدا فيه نوع من الإدانه؟
وده ضد الآيه اللي بتقول "لا تدينوا لكي لا تدانوا"؟ الإدانه دي من عند
ربنا بس.. وبولس الرسول قال "إذاً، لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي
الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب." (١كو ٤: ٥). إزاي احنا بقى
نقول ده قديس وده لا؟
-
معتز: انت روحت لبعيد أوي ياصديقي المره دي! 😊
-
توماس: معلش ياعم. خدني على أد عقلي!!
-
معتز: لا ياسيدي العفو. يعني انت بتقول ان الكنيسه ما ينفعش
تعلن قديسين لأني الآية بتقول "لا تدينوا لكي لا تدانوا". وعشان بولس الرسول
قال " لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ".
واعتقد انت بتفّسر "يأتي الرب" ديه، انها اليوم الآخير.. صح كده؟
-
توماس: بالظبط كده..
-
معتز: تمام ياسيدي.. خليني أمسكها معاك واحده واحده..
وهابتدي بالشاهد الأخير اللي انت ذكرته (1 كو 4: 5).. بولس الرسول في الاصحاح ده
كان بيدافع عن رسوليته. وبسبب صراع كنيسة كورنثوس وتحزّبهم
على أكثر من كارز منقسمين بين بولس وأبلوس وصفا والمسيح، ابتدا بولس يتكلم عن
الحكم على كفاءة وكالته على سرائر الـله.
فبالعقل كده وقبل النظر لاي شواهد لا يمكن أن الرسول كان بيُرجئ الحكم على كرازته
حتى المجئ الأخير وإلا بيكرز ليه؟ وازاي يطلب من المؤمنين انهم يثبتوا في كرازته؟
وازاي يتوقع من غير المؤمنين قبولها أصلاً؟ وازاي يتماشى ده مع حديثه ان كلامه
وكرازته ببرهان القوة والروح؟ وعن تحذيره للكنائس ألا يقبلوا أيّة بشارة حتى منه
هو نفسه أو من ملائكة بغير ما سبق وبشّر بيه.. يعني بالبلدي كدا كأن بولس الرسول
بيقولهم انتوا هاتمشوا ورايا وتسمعوا كلامي ومحدش يكلمني ولا يحكم عليَّ غير ربنا لما
القيامه تقوم ... طب ده كلام؟
-
توماس: هي مش راكبه فعلاً. بس أنا مالي ياعم.. بولس الرسول اللي بيقول مش
أنا؟
-
معتز: بس احنا كمان عندنا شواهد
كتيرة على أحكام حاضرة ومستنتش المجئ الثاني، وبالأخص من بولس الرسول نفسه!!
عندك مثلاً الشواهد دي للحكم بالخطأ أو وجوب الإدانه:
o
خطايا
بعض الناس واضحة تتقدمهم إلى القضاء (1تي5: 24).
o
انتم
تدينون الذين من داخل... (1 كو 5: 12)
o
فَاعْزِلُوا
الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ (1كو5: 13)
وبالنسبه
للحكم بالتزكية، ففي شواهد مديح وتزكية حاضرة:
o
لأن
من خدم المسيح في هذه فهو مرضيّ عند الـله وزكى عند الناس (رو14: 18)،
o
الأخ
الذي مدحه في الإنجيل في جميع الكنائس (2كو8: 18)،
o
أبلُّس
المُزكَّى في المسيح (رو16: 10)..
يعني
بولس الرسول أهوه كان بيمدح ناس، وبينادي بإدانة ناس تانية من داخل الكنيسة، وكمان
بيطالب بعزل الخبيث. مش في اليوم الأخير ولا حاجه. ده كلامه عن الوقت الحاضر مش
المجيء التاني .. ولا أوضح!
-
توماس: أنا كده مش فاهم حاجه.. يعني هو كدا بيدين الأخرين؟ وكمان بيدينهم
في الزمن الحاضر؟ أمال هو كان قصده ايه لما قال "يأتي يوم الرب"؟!
-
معتز: طبعاً كان بيدين، وكمان بيطالب الكنيسه كمان بالإدانه
(في اطار مقنن)!.. وكل الأحكام اللي بولس الرسول
قالها دي سواء بالسلب أو بالإيجاب كانت في نور إعلان الرب لخفايا الظلام. ولما قال
"يأتي الرب" مكنش يقصد اليوم الأخير، ولكن ظهور نور إعلان الله للأمر، أو
بإظهار الرب للأمر. يعني الرسول ببساطه بيطلب من جمهور الكنيسة انه يتأني في الحكم
منتظراً إنارة الرب لما يُخفى عليهم.. نفس كلام الله بعينه: "لا تحكموا حسب الظاهر (حكم الناس المتعجِّل) بل احكموا
حكماً عادلاً (قائماً على إنارة الرب العادل للأمر)" (يو7: 24)
-
توماس: طب مش ده كدا ضد وصية المسيح "لا تدينوا كي لا تدانوا"؟
-
معتز: ولو ان احنا كدا هنبعد عن موضوعنا الأساسي وهو
اعلان القديسين، لكن مفيش مشكله. لكن قبل ما نتكلم عن الدينونه. عايز أوضح ان احنا
شرحنا قصد بولس الرسول في قوله "لا تحكموا.. حتى يأتي الرب"، وجبنا
أمثله كتيره، لبولس نفسه وهو بيطالب بإدانة ناس وتزكية ناس آخرين في الوقت الحاضر
(مش اليوم الأخير)، واعتقد ده فيه جواب مبدأي لسؤالك اللي ابتدينا بيه القعده
ولكن إذا كان الأمر لا بد منه. تعالى نشرح مفهوم الدينونه بصوره أدق منعاً للخبطه...
ما تيجي نقرا نص الأيه بتاعة "لا تدينوا..
“كدا للأخر.. يمكن انارة الرب تنزل علينا وتهدينا 😊
-
توماس: لا تدينوا لكيلا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون،
وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم
-
معتز:
كمّل..
-
توماس: ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا
تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك: دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك؟ يا
مرائي أخرج أولًا الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدًا أن تخرج القذى من عين
أخيك" (مت7: 1-5).
-
معتز: الله عليك ... شفت كمالة النص الكتابي ايه؟ ولا
أروع! ... بدل ما نخطف الآيه من نصها، ونبني
شعارات عكس المعنى الأصلي!
-
توماس: تمام.. يعنى انت قصدك ان الوصية كانت أصلاً ضد الدينونة اللى أصلها (أو
دافعها) الرياء، مش الدينونة بوجه عام؟
-
معتز:
طبعاً.. المسيح بيعترض على المرائي المشتكي على القذى اللي في عين أخيه، وهو في عينه
خشبه. فهو يدين دون حق الدينونة. ماذا وإلا، ازاي الكتاب المقدس بيقول ان القديسون
هيدينوا العالم؟ وازاي بولس الرسول يطلب من الكنيسة انها تدين الخبيث وتعزله؟
-
توماس: طب وفي يوحنا 8، في قصة المرأه اللي أُمسِكَت في ذات الفعل. ماقريتش
ازاي المسيح قال للفريسيين "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها اولاً بحجر"؟!
-
معتز: سيبني أجاوب سؤالك بسؤال: هو الناموس لما حط شريعة
الرجم مكنش عارف إن الناس مش معصومين؟ كان بيحطها ليه؟
-
توماس: لا عارف.. لكن احنا دلوقت مش تحت الناموس؟
-
معتز: بس المسيح قال الجملة ديه وهو بيكلّم ناس بيحتكموا
للناموس، ومعنى كلامه ان اللي كان بلا خطيئة ينفذ حكم الناموس ويرجم فعلاً،
والمسيح هنا كان بيتكلم بحكم ناموسي بالمناسبة، إن الشاهد على خطية لو كان هو
شخصياً واقع في الخطيه كان بالأولى شهد على روحه لمّا ارتكبها. فشهادته ماتجوزش
أمام الـله. في أدبيات الناموس ده كان رياء وازدواجية في المعايير. والكلام ده كان
واضح جداً في انجيل الويلات لما كان السيد المسيح بيوجه اللوم والويلات لكتبه والفريسيين
بسبب ريائهم وتحميلهم للشعب بأحمال عثره هم نفسهم ميقدروش يلتزموا بيها (في مت 23)..
المسيح هنا كان بيكمّل وبينفذ الناموس. لكن لو كان بيلغي الإدانة وخلاص، كان ساعتها
هايتوجه ليه الاتهام انه بينقض الناموس.
وبعدبن تعالى نشوف حكم الرجم بحسب شريعة موسى في (تث 17:
17) ... الكتاب بيقول لازم يأتوا بالمرأه والرجل اللي أُمسِكوا في ذات الفعل،
ولازم يكون في 2 شهود. وبعد اثبات التهمه والتحقق من الشهاده، الشهود دول هم اللي يبدأوا
بالرجم,. يعني محكمه بجد، هدفها نزع الخطيئة من وسط بني إسرائيل. مش نصب فخ للمسيح
لإيقاعه مع اليهود والرومان؟
-
توماس: يعنى في متى 7، المسيح كان بينهي عن الإدانة اللي أصلها الرياء. وفي
يوحنا 8 كان بينادي بتطبيق حكم الناموس، بس في صورته العادلة الشاملة.
-
معتز: بالظبط كده... وبعدين في نقطه تانيه يمكن تكون مش واضحة
بسبب ضعف الترجمة البيروتيه اللي معانا.. كلمة "الدينونه" في مت 7 و يو
8، فيها تشابه في الترجمه فقط .. لكن الأصل اليوناني مختلف. في فرق بسيط (لكن مهم)
ما بين "كرينو κρίνω (في متى 7) وبين "كاتاكرينو" κατακρίνω
(في يوحنا 8). في متى 7، المسيح بيكلّم ناس
بسطاء دينونتهم يا إما حكم ذهني على الناس (ودي بالمناسبة المعنى الأصلي لكلمة
"كرينو") أو معايرة بعضهم البعض بالخطأ (ودا ظاهر لأدنى درجات النظر في
المثل اللي المسيح قاله عن الخشبة والقذى، ولا أوضح). لكن في يوحنا المسيح بيتكلم
عن "كاتاكرينو" بقصد اتهام رسمي مشفوع بالشهادة العلنية اللي هتؤدي
لتنفيذ حكم (قضائي).. واضح ان المعنيين متباينين.
-
توماس: طب ما هو برضه المسيح ما دانش (المرأة الخاطئة) في الأخر؟
-
معتز: أختلف معاك.. المسيح مادانش المرأة بالمعنى القضائي.
لكن دان ها بالمعنى المشروح في (مت 7: 5) وكأنه بيشيل القذى من عينها، لما قال لها
"اذهبي ولا تعودي تخطئي". الرب بعفوه عن المرأة لم يخالف الناموس على أي
نحو، لأن تنفيذ الرجم في الناموس له أصول أن يبدأ الشهود إلقاء الحجر الأول حتى
يكون دم المرجوم على رؤوسهم حال كونهم شهود زور ويتبرّأ منه بقية المنفذين الذين
لم يشهدوا الفعل. فبانصراف الشهود لم تعد لحكم الناموس على هذه الحادثة كلمة (من الناحية
القضائية).
-
توماس: أنا أول مره أفهم قصه المرأة الخاطئة ومفهوم "الإدانة" بالشكل
ده. وبصراحه لفظة "الإدانة" دي تقيله على قلبي أوي
-
معتز: ده لأني احنا بنركّز على رفضنا للإدانة اللي أصلها
الرياء أو الذات، وممكن تدفعنا للبر الذاتي. ديه إدانة باطلة (وهي دي موضوع النهي
والتحذير في الوصية).. لو الوصية اتقطع راسها وبقت "لا
تدينوا" بحسب المحفوظ الباطل، يبقى القديسون بيخطئوا لما يدينوا العالم ويبقى
بولس بيخطئ لما يلوم الكنيسة انها فشلت في ادانة الخبيث وعزله من بينهم، ويبقى
يوحنا بيغلط لما بيطلب من المؤمنين إنهم مايسلموش على الهراطقة.. البعض بيستريح انه يسمّي الإدانة الحق بمرادفات زي "روح الافراز أو
التمييز"، عشان يفرّقها عن الإدانة الباطلة. لا تعنينا الألفاظ بقدر ما يهمنا
المعنى المنشود.
-
توماس: تمام ياصديقي.. معتقدش ان في كلام تاني ممكن يتقال في الجزئية ديه.
اعتقد ان هيكون لحديثنا بقية في يوم تاني، لأني لسه عندي أسئله في مظاهر الاحتفال بأعياد
القديسين، والأيقونات، والبخور، الخ.. وحابب نتناقش فيها سوا.
-
معتز: تمام يا صديقي.. دي شكلها هتكون كذا قعده، مش قعده
واحده. بس أمري لله، يمكن تفتكرنا بباكو شاي وانت جاي المرة الجاية ولا حاجه!!
Comments