أخضعت الطبيعة بالكلمة
مناجاة لإقنوم الإبن من وحي جمال الليتورجيا وصلوات القداس الإلهي
-
إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس، نُحسَب كالقيام في
السماء.. فرب السماء كائن معنا على هذا المذبح.
-
فهبني يا سيدي موهبة إدراك هذا المجد بحضورك الإلهي ...
-
فمتى صار هذا الخبز جسدك، وهذا الخمر دمك المحيي، يتبارك
هذا الهيكل ليصير سماءً على الأرض. ويتمجد هذا المذبح بمجد يماثل مجد عرشك الإلهي
... أو بالأحرى يزدان بمهابة حبك الإلهي وهو يمثّل خشبة الصليب التي سمِّرت عليها
وسال دمك المحيي على جوانبها.
-
قد اخترقت الزمان ليلة صلبك، عندما استودعت قوة عمل فدائك الكفاري على الصليب في هذا الخبز والخمر – معلناً إياهم جسدك ودمك الحقيقيين
بقوة روحك القدوس – ومسلمّاً ايانا هذا السر العظيم الذي للتقوى ...
-
فما أعظم هذا التجلي للمادة التي كانت تُحسَب شراً، بل
ونجاسة لبعض الثقافات والديانات وقتئذ. لكن محبة الآب الغامرة – التي غَمَرَتنا
بواسطتك في شركة روحك القدوس – قد ثبتت علينا، ومجّدت المادة بتجسدك، وباركت الخبز
والخمر ليصيرا غفراناً للخطايا، وشفاءً للأمراض، ووسيطاً للخلاص، وحياةً أبدية
باتحادنا برئيس الحياة وملك الدهور.
-
انه عربون التجلي للمادة.. عربون لما هو أعظم متى جئت
على السحاب في اليوم الذي أعده أبيك الصالح، لنرث الملك الذي أعدّه لنا من قبل
تأسيس العالم..
-
حينئذ يتم الوعد بسماءً
جديدة، وأرضاً جديدة.. مجد تناله المادة والخليقة من قبل نعمتك وصلاحك..
-
هذا التجلي، نرى عربونه من خلال عمل روحك القدوس في
الأسرار الإلهية..
-
فنرى الماء يتخلى عن طبيعته المميتة، لكي يصير ماءً ولوداً
لطبيعة جديدة في المعمودية.. ويصير الزيت قوة لطرد جيوش ابليس وأعماله المائتة..
ويتجلى الخبز والخمر ليتحولا إلى جسد ودم حقيقيين يُعطَيان لمغفرة الخطايا.
-
كذلك كما يُحسَب المذبح صليباً يحمل جسدك ودمك، فبالمثل
تُمَثِّل ايقونات الكنيسة حضور قديسي الكنيسة المنتصرة، الذين قد اجتمعوا
ليتشاركوا مع أعضاء الكنيسة المجاهدة في تمجيد عمل الثالوث في حفظ سلام وبنيان
الكنيسة على مر الزمان. وكأن كل قديس يحمل خشبة صليبه الخاص في جوانب أيقونته،
شاهراً فضائله وسيرته الطاهرة كملحمة حب وشهادة حية لعمل الله في حياته..
-
فمثلما كانت خشبة الصليب شهادة عن محبة الآب لنا وإعلان عن
بطلان هذا العالم المادي أمام المجد العتيد أن يُستَعلن فينا، كذلك تكون الأيقونات الخشبية
شهادة هؤلاء السمائيين عن عمل الله في كنيسته، لنرى أعمالهم الصالحة ويزداد أبانا مجداً في قديسيه.. 💗
Comments
Post a Comment