كنيسة القديسين - أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ هل المنتقلين شفعاء أيضا؟

 كنيسة القديسين (6)

أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ هل المنتقلين شفعاء أيضا؟

هي الوصيه مش صالحه في كل زمان ومكان؟


 

-        توماس: انت متعرفش أد إيه أنا شغوف للمناقشة المره دي معاك..

 

-        معتز: اشمعنى؟ 😊

 

-        توماس: لأني بصراحه أنا شايف كسر صريح لوصايا الكتاب المقدس لما بنطلب شفاعة اللي انتقلوا (اللفظه الأقبح: الميتين).. وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. (تث18: 11) آيه من آيات عدة. وكم الأيات اللي بتشاور على ان ليس في الموت من يذكر كبير جداً.. والغريب اننا بنقتبس من الآيات دي كتير وبنصليها في قطع الساعه الحادية عشر والثانية عشر. منين بنقول منتكلمش مع الميتين، ومنين بنطلب شفاعتهم؟؟

 

-        معتز: معاك حق.. دي دايماً مشكلة اقتطاع الآيه من سياقها، وعدم فهم الوصية وغايتها. بتكون النتيجة (أولاً) الوصول لنتيجه عكس المُراد من الوصية. و(ثانياً) الوقوع في فخ التجديف ولو بصوره ضمنيه. وفي حالتنا ديه، التجديف بيمس انكار قيامة المسيح وقيامة المؤمنين جميعاً.

 

-        توماس: ياساتر يارب!! تجديف مره واحده؟ طب ايه دخّل ده في ده؟

 

-        معتز: بص.. هاقولك الإجابة باختصار، وبعدين نقعد نشرح فيها براحتنا. الوصية هنا كانت في العهد القديم، لما كان الموتى بالجسد بيروحوا على الجحيم.. ومكنش فيه قيامة ولا فردوس سماويّ مفتوح.. وبالتالي كانت استشارة الموتى هي بمثابة استشارة من الجحيم بعد المرور على إبليس.. أما في العهد الجديد، صار فيه قيامة، وصار فيه فردوس سماويّ بشّرنا بيه المسيح..


وكأن اللي شايفين الوصية من العهد القديم لسه سارية على أهل الفردوس، مش شايفين فرق بين الجحيم والفردوس السماويّ. وكأنهم مش شايفين فرق بين حال الحبس في الهاوية على الرجاء وبين سكنى الفردوس مع الرب. وكأنهم بالجملة مش شايفين فرق بين حال المؤمنين في العهد القديم قبل المسيح وبينه في العهد الجديد بعد المسيح. يعني بالبلدي كده، وبرغم صعوبة الكلمة أقول: كأنهم لا يرون للمسيح عملاً—حاشا..

 

-        توماس: ايه الكلام الكبير ده.. واحده واحده علي كدا، ونبتدي الكلام من الأول الله يخليك.

 

-        معتز: أيوه طبعاً.. هناخد الكلام واحده واحده. أنا بس كنت بدّيلك ملخص الإجابة قبل ما نسرد كل النقط..


-        توماس: تمام..


-        معتز: تعالى نبتدي كلامنا بسؤالنا الدائم "لماذا"؟ ليه أوصى الناموس القديم بعدم استشارة الموتى؟ أي وصيه لو تتبعنا السياق بتاعها، نقدر نفهم العله والغايه والظروف المحيطه بيها. تعالى نشوف الآيه اللي انت ذكرتها هنا "ولا من يرقى رقية ولا من يسأل جاناً أو تابعة ولا من يستشير الموتى" .. يعني حاطط استشارة الموتى مع العرافه والرقيه وسؤال الجان في جملة واحدة .. لو رجعت للأيات اللي حوالين النص، هيتأكّد لك الارتباط بين استشارة الموتى وبين التعامل مع الشيطان .. اقرا معايا:


مَتَى دَخَلتَ الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لا تَتَعَلمْ أَنْ تَفْعَل مِثْل رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانّاً أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. لأَنَّ كُل مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. تَكُونُ كَامِلاً لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. إِنَّ هَؤُلاءِ الأُمَمَ الذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلعَائِفِينَ وَالعَرَّافِينَ.

كل الإشارات تتكلم عن عبادة مباشِرة للشيطان، من تقديم ذبائح بشرية، وسؤال العرافين والعائفين والمتفائلين والسحرة والجان والأرواح التابعة.. هل أوضح من ذلك؟


-        توماس: معاك حق.. برضو في اشعياء بيقول "وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: «اطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ التَّوَابعِ وَالْعَرَّافِينَ الْمُشَقْشِقِينَ وَالْهَامِسِينَ». «أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلهَهُ؟ أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟»" (إش 8: 19).واضح انه رابط وصية عدم استشارة الموتى بالاستعانة بالشيطان. بس أنا مش فاهم ليه برضو؟ وازاي احنا بنؤيد شفاعة المنتقلين بالرغم من الوصيه المباشره ديه؟

 

-        معتز: جايلك في الكلام.. في سببين أساسيين للربط ما بين استشارة الموتى وطلب المعرفه من الشيطان. أول سبب واضح بيرجع لطريقة استشارة الموتى في العهد القديم. طبعاً واضح في زمن انتشرت فيه العبادات الوثنيه، كانت استشارة الموتى بتتم في جلسات تشبه أوي جلسات تحضير الأرواح، في حضور ساحر أو عرافه، وبيكون فيه جان .. الخ. وده طبعاً لا يمت للمسيحيه لا من قريب ولا من بعيد ...


-        توماس: ده حقيقي.. وكان واضح في قصة شاول لما راح للعرافه عشان يستدعي روح صموئيل النبي (1 صم 28: 5 - 14)، وكان سؤاله مباشر بيطلب انها تحضر جان عشان تستدعي روح صموئيل.  


-        معتز: بالظبط .. يبقى احنا اتفقنا اني أول سبب هو طريقة استشارة الموتى من خلال جلسة لا تمت لتعاليم الكتاب المقدس. بل هي اقرب لعبادات وثنيه وديانات غريبه .. السبب التاني، وده الأهم في قضيتنا هو حقيقة تواجد كل المنتقلين في العهد القديم في الهاويه، اللي بيجلس ابليس على فوهتها. تعالى نرجع لقصة سقوط أدم، ونتأمل التسلسل الروحي للأحداث: 

1      معرفة الحية وقبول غوايتها كمصدر للمعرفة قاد للموت

2      موت الإنسان بمشورة الحية كان هزيمة للإنسان منها

3      ما انغلب له الواحد فهو مستَعبَد له أيضاً

4      فالنتيجة من كل ده أن الإنسان في موته حبيس هاوية ومستعبد لمن انغلب له..

 

-        توماس: تمام .. فهمت .. وده بيشرح الربط ما بين استشارة الموتى وطلب المعرفه من ابليس. لأني الانسان بعد السقوط صار حبيس الهاوية بعد ما انغلب للشيطان.

 

-        معتز: بالظبط.. وده تفسير الأيات اللي في سفر المزامير اللي بتتكلم عن الهاويه. تعالى نقول شوية أيات منها على سبيل المثال لا الحصر:

o      يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. ... إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ وَإِلَى السَّيِّدِ أَتَضَرَّعُ. مَا الْفَائِدَةُ مِنْ دَمِي إِذَا نَزَلْتُ إِلَى الْحُفْرَةِ؟ هَلْ يَحْمَدُكَ التُّرَابُ؟ هَلْ يُخْبِرُ بِحَقِّكَ؟ (مز30: 3،9)

o      أَفَلَعَلَّكَ لِلأَمْوَاتِ تَصْنَعُ عَجَائِبَ أَمِ الأَخِيلَةُ تَقُومُ تُمَجِّدُكَ؟ سِلاَهْ. هَلْ يُحَدَّثُ فِي الْقَبْرِ بِرَحْمَتِكَ أَوْ بِحَقِّكَ فِي الْهَلاَكِ؟ هَلْ تُعْرَفُ فِي الظُّلْمَةِ عَجَائِبُكَ وَبِرُّكَ فِي أَرْضِ النِّسْيَانِ؟ (مز88: 10-12)

o      أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ (مز143: 7)

o      لأَنَّ الأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ أَمَّا الْمَوْتَى فَلاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. (جا9: 5)

o      لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ وَلاَ اخْتِرَاعٍ وَلاَ مَعْرِفَةٍ وَلاَ حِكْمَةٍ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا. (جا9: 10)

 

الصورة المشتركة في الآيات اللي فاتت كلها،  هي الهاويه (أو الجب أو السجن) محبس إبليس المشرف عليه كأنه سجان، ومانع أي تسبيح ولا شكر للرب. وبالتاي المحبوسين من الشعب لا يملكوا سوى الرجاء اللي رقدوا به انتظاراً للرب.. معايا لحد هنا؟

 

-        توماس: معاك.. كمّل من فضلك..


-        معتز: تعالى نشوف سوا الصوره اتغيرت ازاي في العهد الجديد:

o      صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْياً وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا. وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى (أف4: 8-9)

o      فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيى فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ للأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، إِذْ عَصَتْ قَدِيماً، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ (1بط3: 18-20).

 

يعني ببساطه كده، الموتى في العهد القديم كانوا محبوسين عند إبليس، والمرور عليهم لاستشارتهم يعني بالضرورة المرور على إبليس أولا.. وده السبب الواضح والجلي لتحريم استشارة الموتى..  وسياق الكتاب كله يجعل الوصية بعدم استشارة الموتى ترتكن على خلفية من انحباس الموتى في قبضة إبليس قبل الفداء..

 

وبالتالي، البديهي بمقتضى الإيمان بعمل الرب على الصليب، ان نفس "الموتى" دول لما يتفك أسرهم من الهاويه، ويصير مقرهم هو الفردوس مع المسيح، إن ده بيفتح لينا باب الشركة معهم التي بتلزمنا بالتعامل المقدس معهم شفاعةً وصلاةً ومعونة..شوفت ازاي نفس الوصية اللي بتنهي عن استشارة الموتى في العهد القديم، بتحمل هي ذاتها التوصية بالتعامل مع الأبرار المنتقلين؟

 

-        توماس: يعني لو حبينا نقول تشبيه يقرّب الصوره، لو فرضت ان ليّ ابن عنده واحد صاحبه، ساكن في شارع ضلمه وغير آمن وكله حراميه. فأنا منعت ابني من انه يروح يزور صاحبه ده. لكن لما صاحبه يتنقل ويروح بيت في شارع منوّر وآمن، ساعتها هاقول لابني انه يروح له عادي.


-        معتز: جميل خالص.. تعالى نستخدم التشبيه اللي انت قلته ده.. صاحب ابنك ده بيشير للمنتقلين. والشارع الضلمه ده هو الهاويه (أو الجحيم)، والحراميه اللي في الشارع، دول الشياطين اللي على باب الهاويه. أما الشارع المنور الأمن الجميل، ده هو الفردوس. وعشان نكمّل الصوره، هنعتبر الموت هنا هو الأوتوبيس اللي أخد صاحب ابنك للشارع الضلمه عشان يسكن فيه. طول العهد القديم، الأوتوبيس كان بياخد صاحب ابنك للشارع الغير آمن. لكن في العهد الجديد بعد خلاص السيد المسيح على الصليب، الأوتوبيس بقى بيتجه للشارع الآمن المنير. 


-        توماس: تمام. فهمت قصدك.. بس انت مش شايف اني التفسير ده عكس المبدأ الكتابي:ان الوصية صالحة لكل وقت ومكان، وإن كل الكتاب نافع للتعليم والتوبيخ؟.. انت كده بتقتطع وصايا في العهد القديم، وبتقول انها غير ساريه، وغير صالحه في العهد الجديد.

 

-        معتز: صدقني الغلط اننا نحاول نصلّح مغالطه بمغالطه أكبر منها.. خد نفس عميق وركِّز معايا في اللي جاي. وأرجوك، متاخدش كلامي ده انه موجّه ليك انت. لكن أنا هستغل الفرصه ديه عشان أرد بالمرة على الخلط الدائم في قضية صلاحية الناموس. لازم نبقى فاهمين ومدركين جداً جداً، إن الوصية مقدسة وستبقى ولا تزول لا نقطة ولا حرف منها كوعد الرب.. صحيح مقدسة.. وصحيح ستبقى.. ولكن بأي معنى؟:

o      بمعنى كونها شاهدة على عمل فداء المسيح اللي أخرج الموتى من حيث لم يكن ممكناً لهم ولا لنا التواصل، وكان مقرهم ظلمة إبليس وهاويته...

o      بمعنى فهم حكمتها وعلتها، ألا وهي الابتعاد عن أي مشورة أو تعامل على أي نحو مع إبليس، والبقاء في دائرة مشورة الرب دون خلط ولا حتى مع شبه مشورة ابليس أو شبهها..


وبالمنطق، وإذا اختلف حال الموتى بين عهد قديم وعهد جديد، بتختلف صلاحية الوصايا اللي بتخصّهم ما بين العهدين.. ولما بنفهم سبب الوصيه وعلّتها، وبندرك غايتها، بنقدر نعيش روح الوصية وده يخليها تنتعش بداخلنا كشاهد على عمل الرب فينا.. تعالى نطبق الكلام ده

بقيامة الرب من الأموات، وتحريره للمسبيين في الجحيم، وابطِاله لناموس الموت، بقى طبيعي جداً ان الوصايا المتعلقة بالموت تتغير هي كمان، وتبقى فقط شاهدة لعمل الرب، ومُحذِّرة من العودة لحال العهد القديم وسلطان عبودية الموت..

 

ولكن أن تبقى كوصية منفصلة عن علتها (الانفصال عن إبليس) وغايتها (التأديب والاستعداد للقيامة) وفاعلة بحرفها المقتطع من العهد القديم في العهد الجديد؟ ده بالظبط كأنك مصر على بقاء وصية باركوا لاعنيكم في ملكوت السماوات!

 

ومعلش.. هاطوّل عليك وهاشرح وجهة نظري من زاويه تانيه لتأكيد المعنى.. في العهد الجديد، ساعة صلب وموت المسيح بالجسد، انفتح طريق السماوات (الشارع المنوّر حسب تشبيهك) للمرة الأولى، وده ثابت وواضح في قول الرب: يا أبتاه في يديك استودع روحي.. ولم يحدث من قبل أن قالها ميت.. انما قيلت فقط بعد المسيح... وكمان لما قال للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس". وسمعناها لأول مرة من استفانوس الشهيد، لما قال "أرى السماوات مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين العظمة"، وقال كمان "أيها الرب يسوع اقبل روحي".. قبل كده كان الكل بيذهب لأسفل أو للهاويه..

 

فإذا كان الطريق مع "الموتى" بالجسد، لكن أحياء بالروح، مضمون مع الرب يقيناً (مش بس على الرجاء زي العهد القديم، لكن معاه في الفردوس)، إذا كان ذلك كذلك- وهو حتماً كذلك، مش تتفق معايا انه يكون تجديف على عمل قيامة الرب اننا نُفَعِّل وصية العهد القديم ديه تحديداً، بينما أُبطِل للأحياء الناموس الخاص بالموت والموتى؟

 

-        توماس: دا حقيقي .. أنا مكنتش قادر أفهم ليه وصية عدم استشارة الموتى. ولما ربّط أيات مختطفه ببعض، مع تفاسير مقتضبه، شوهت المعنى المقصود، وغاية الوصية.. أنا كنت مستغرب كلامك في الأول لما قلت ان الفهم الخطأ ممكن يوصل لدرجة التجديف، لكن فهمت قصدك دلوقتي.

 

-        معتز: وصدقني ياصديقي، التجديف الضمني المره دي يعني إنكار الفداء والقيامة زي ما شرحت.. احنا كمسيحيين إننا اقتنينا الفداء (مش بس صدقناه) بنعيش القيامة (مش بس بنؤمن بيها). ولأننا بنعيش القيامة، فإحنا بنتصل بنتائجها وأعمالها، ومنها شركة الكنيسة - كل الكنيسة - في كل الكون. وإذا كانت الوصية أن نصلي بعضنا من أجل بعض، فإحنا مش بنستبعد المنتقلين، لكن بالأحرى بنقدِّمهم، ولا تعوقنا وصية العهد القديم اللي انحصرت في غرض العهد القديم. لكن الآن أبطلها المسيح بإتمامها..

 

-        توماس: متشكر خالص ياصديقى.. قعدة النهارده طوّلت لكنها كانت مثمره، ومليانه كلام دسم محتاج افكر فيه وأهضمه، قبل ما نكمّل كلامنا في قضية الشفاعه. هاعدي عليك بكره عشان نكمّل كلامنا... وهاجيب الشاي معايا وانا جاي! 😊

 

 اضغط هنا للذهاب للمقال التالي

يُتبَع..

 

Comments

Popular posts from this blog

كنيسة القديسين

The Church of the Saints

أخضعت الطبيعة بالكلمة