كنيسة القديسين - احنا بنرفع صلوات من أجل المنتقلين؟؟

 

كنيسة القديسين (7)

احنا بنرفع صلوات من أجل المنتقلين؟؟

 

-        توماس: نكمّل كلامنا

 

-        معتز: ياللا بينا...

 

-        توماس: احنا اخر حاجه قلناها هي ان المنتقلين كمان شفعاء.. معنى كده ان المؤمنين اللي في الأرض بيصلوا لبعض، والمؤمنين اللي في الفردوس كمان بيصلوا علشان المؤمنين اللي في الأرض..

 

-        معتز: صحيح.. وخد المفاجأة دي كمان.. والمؤمنين اللي في الأرض بيصلوا من أجل المؤمنين اللي في الفردوس!

 

-        توماس: ايه ده؟ يعني ايه؟

 

-        معتز: يعني مثلا، أبونا بيصلي في مجمع القديسين في القداس وبيقول "تفضل يارب أن تذكر جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء..".. وكمان وانت واقف في القداس، بتصلي بعد مجمع القديسين، وبتقول: بركتهم المقدسة (يعني بركة صلوات قديسي المجمع) فلتكن معنا آمين ... وبعدين بتقول "يارب نيحهم".. مش دي كدا صلاه من أجلهم؟

 

-        توماس: صحيح..

 

-        معتز: وكمان أبونا في التراحيم بعد كدا، وفي كل مره بيصلي أوشية (صلاة الراقدين)، مش بيقول "...نيحهم في فردوس النعيم في كورة الأحياء إلى الأبد في أورشليم السمائية"؟

 

-        توماس: أيوه حقيقي.. طيب ايه المعنى ان احنا بنصليلهم؟ مش هم دلوقتي استراحوا من اتعاب هذا العالم؟

 

-        معتز: جميل اوي.. انت بتسأل ليه الكنيسه بتصلي لأجل المنتقلين، سواء كانت في صلاة الجناز، أو أوشية الراقدين، أو صلوات تراحيم القداس.. صح كده؟

 

-        توماس: تمام

 

-        معتز: بص ياسيدي.. أول سبب ليه الكنيسه بتصلي لأجل المنتقلين، عشان الكنيسه ببساطه "أم".. استقبلت كل شخص من هؤلاء المنتقلين أول ما اتولد \ اتولدت من خلال أسرار المعمودية والميرون. وكانت بتصلي لأجلهم طول عمرهم على الأرض. ولما كان المنتقلون معانا بالجسد، كانوا في شركه حيه في الكنيسة بمشاركتهم في صلوات الليتورجيا، والافخارستيا. ولما كانوا بيتعبوا، كانت الكنيسة بتصليلهم. وإيمان الكنيسة ان نفوس المنتقلين دول أحياء في السماء بعد ما تخلصوا من قيود الجسد. فلا تملك الكنيسة الأم إلا انها تفضل تذكر ولادها. وده نتيجه أصيله لشركة الجسد الواحد.

 

-        توماس: كلام جميل أوي. ومعزي جداً. بس ليه ماشوفناش قصه مشابهه في الكتاب المقدس لأحد القديسين بيصلي من أجل منتقل في العهد الجديد؟

 

-        معتز: احنا عندنا قصه في العهد الجديد، كانت فيها صلاه من أجل شخص منتقل.

 

-        توماس: فين ديه؟

 

-        معتز: في رسالة القديس بولس الرسول التانيه لتيموثاوس، بنلاقي بولس الرسول بيصلي من أجل أنسيفوروس اللي كان انتقل من العالم. فكان بيقول "ليعطه الرب أن يجد رحمة من الرب في ذلك اليوم" (2 تي 1: 18) واليوم اللي بيشير إليه بولس الرسول، هو يوم المجىء التاني.

 

-        توماس: أنا أول مره أسمع عن القصه ديه.

 

-        معتز: يمكن لأنها ذُكِرَت باختصار في وسط السلامات والصلوات اللي بيسردها بولس الرسول دايما في رسايله. لكن الأهم من ذكراها الصريح، هو ان المعنى اللي ذكرناه دلوقتي لا يتعارض مع فكر الكتاب المقدس، لكن بيأكّد على وحدة الكنيسه في شركة وطيده لجسد واحد رأسه المسيح، وجسمه جماعة المؤمنين على مر الأزمان.

 

-        توماس: يعني انت تقصد اننا بنستقي من الكتاب المقدس العقيده والإيمان، اللي هي أساس صلواتنا الليتورجيا وحياتنا الروحية. وبالتالي، مش لازم كل صلاة وطلبه بنرفعها تكون مكتوبه بالنص الكتاب المقدس كشرط علشان نصليها. لكن الأهم هو المرجعيه والسند الكتابي للفكر الإيماني من ورا الصلاه ديه.

 

-        معتز: الله ينور عليك.. في حالتنا هنا، الكتاب المقدس بالرغم من انه متكلمش كتير عن ما بعد موت الجسد، وعن طبيعة الحياة في أماكن الانتظار (الفردوس والجحيم). لكن احنا بنصلي وبنستشف من كلام الكتاب المقدس ما نستطيع استنتاجه عن احباءنا اللي في الفردوس. فمثلاً، عرفنا من مثل الغني ولعازر ان المنتقلين بيكونوا على نوع من الدراية والمعرفة بأحوالنا على الأرض (بقدر ما بيسمح صلاح الله). شوفنا أبينا إبراهيم يشهد كشاهد عيان على الغني وبيقوله "يا ابني اذكر إنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا. " (لو 16: 25). معنى كده ان إبراهيم كان متابع حال الغني ولعازر على الأرض. وكمان شوفنا الغني بالرغم من انه بيتعذب في الهاوية، كان بيفكر ومهتم بأهله على الأرض. وإبراهيم كان بيقول له "عندهم موسى والأنبياء.." لاحظ اني موسى جه بعد إبراهيم بقرون من الزمان..

 

-        توماس: صحيح.. معنى الكلام ده ان المنتقلين في السماء بيبقوا عارفين أخبارهم، وممكن يشغلهم حالنا. ده الكتاب بيقول ان السماء بتفرح بخاطئ واحد يتوب..

 

-        معتز: بالظبط... وده يقودنا لجزء آخر بنقصده من صلاتنا لما بنقول "نيحهم في فردوس النعيم". احنا بنصلي لأجل خواص المنتقلين دول.. الناس اللي ممكن يكون المنتقلين مهتمين بحالهم، أو بيصلي لأجلهم. وتاني ده كله امتداد أصيل لمفهوم الجسد الواحد.

 

-        توماس: يعني أنا بصلي لأجل أن ربنا يريح اللي انتقلوا في فردوس النعيم من جهة أحباؤهم وخواصهم.

 

-        معتز: في سبب تالت برضو للصلاه اتعلمناه من سفر الرؤيا..

 

-        توماس: ايه هو؟

 

-        معتز: شوفنا نفوس الشهداء في سفر الرؤيا بتصرخ "حتى متى ايها السيد القدوس والحق، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض؟". وده شوق لاستعلان مجد الله على الأرض. وده كمان بعد آخر لصلاتنا اني ربنا ينيح نفوس الراقدين في فردوس النعيم..

 

-        توماس: اعتقد إني المره الجايه اللي هاحضر فيها القداس، تركيزي في صلوات التراحيم ومجمع القديسين هيكون مختلف عن أي قداس حضرته.

 

-        معتز: أمين.. تعالى بقى القعده الجايه نتكلم عن الفايده اللي أنا باخدها من صلوات المؤمنين لي (سواء الأحياء على الأرض أو المنتقلين).

 

 اضغط هنا للذهاب للمقال التالي

يتبع

Comments

Popular posts from this blog

كنيسة القديسين

The Church of the Saints

أخضعت الطبيعة بالكلمة