كنيسة القديسين - هو احنا مش مكفّينا المسيح؟ واسئله أخرى..

 

كنيسة القديسين (8)

هو احنا مش مكفّينا المسيح؟ واسئله أخرى..

 

-        توماس: سلام ياصديقي

 

-        معتز: عاش مين سمع صوتك ياعم!

 

-        توماس: معلش.. بقالي يومين قاعد في البيت بتعالج من الشاي اللي انت بتشرّبهوني ده

 

-        معتز: خلاص.. بلاش شاي. تعالى نشرب قهوه النهارده.

 

-        توماس: بصراحة. أنا عندي كام سؤال النهارده. محتاجين فنجانين قهوه مظبوطين. علشان المره دي أسئله في الجون

 

-        معتز: استر يارب!

 

-        توماس: في فكره جت في بالي كده.. هو احنا لما بنطلب شفاعة القديسين، مش ديه معناها ان احنا مش مكفّينا ربنا؟

 

-        معتز: يا حبيبي.. ده احنا علشان ربنا مكفّينا وفيه كل الكفاية واحنا غرقانين فيه، احنا بنؤمن بالشفاعة..

 

-        توماس: ازاي ياعم؟

 

-        معتز: ما هو ده نفس طريقة التفكير بتاعة "مجدي لا أعطيه لآخر" اللي اتكلمنا فيها قبل كدا (رابط للمقال من هنا) ... علاقتنا (كنيسة القديسين) مع المسيح علاقة اتحاد (مش علاقه تنافسيه عشان تسألني المسيح مكفّيني ولا لأ).. عظمة لاهوت المسيح مش انه بيعمل حاجه احنا منقدرش نعملها (لأن الشيطان بيعمل معجزات وبيعمل حاجات البشر ما تقدرش تعملها).. لكن عظمة لاهوت المسيح انه بيخلي أعضاء كنيسته زيه.. بنستمد صفاته.. بنعيش بروحه.. وبنفكّر بفكره.. (احنا بنصير شركاء في الطبيعة الإلهية.. لكن يبقى المسيح هو الأصل ومصدر النعم والصفات، والروح القدس بياخد من المسيح ويروي الكنيسة)

 

يعني المسيح فيه كل الكفاية..  والكفاية في المسيح بيلزمها تصوّر المسيح في المؤمنين المكتفين به.. وأن المسيح بيحيا فيهم. وده بيتضمّن عمل المسيح كشفيع يتصور فيهم، وكما يشفع هو فيهم، يتشفعون (المؤمنون) بعضهم البعض بالمسيح اللي فيهم..

 

إنكار الشفاعة هو إنكار لوجود المسيح فينا واتحادنا بيه..

 

-        توماس: طيب مش كلنا قديسين زي بعض..  ليه احنا بنتشفع بناس زييهم زيينا؟

 

-        معتز: كونهم زيينا ده هو دليلنا لصلاحيتهم للشفاعة، مش دليل لنكرانها.. الشفاعة هي عمل اللي زيينا.. اللي مش زي حد ماينفعش يتشفع له.. المسيح لما أراد ان يعمل عمله الشفاعي عن البشرية، أخد صورتنا. الكتاب يقول "الكلمة صار جسداً".. "شابهنا في كل شيء".. من غير ده مكنش هاينفع يكون في شفاعة..

 

-        توماس: طيب ليه كل الشفعاء اللي بنذكرهم موتى؟

 

-        معتز: مستوى الأسئلة نزل أوي على فكره! 😊 .. مفيش عند المؤمنين موتى أصلاً، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد.. ازاي يبقى ايماني بيقول لي ان المسيح بيحيا فيّ المؤمنين، وأقول اني المؤمنين بيقولوا.. هو انت بتبقى معانا في القداس (ولا مع الأسف) لما بنقول "ليس موت لعبيدك بل هو انتقال"..

 

وعلى فكره احنا بنطبق مفهوم الشفاعه على الأحياء كمان.. وأبسط دليل الأواشي (يعني الصلوات)  في ليتورجيا القداس .. هو احنا مش بنقول صلوا من أجل المرضى والمسافرين والقمامصه .. يعنى احنا بنؤمن جدا بشفاعة الأحياء والأموات..

لكن احنا بنذكر أسماء القديسين المنتقلين بالاسم، اقتداءً بقول الكتاب "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ." (عب 13: 7). لأني ده ليه كذا فايده.. أول حاجه بيفكّرني بسيرة القديس ده وعمل ربنا معاه. وبالتالي بيدّيني ثقه اني زي ما ربنا وقف مع القديس ده، هايقف معايا، لأني الله هو هو أمس واليوم وإلى الأبد. تاني حاجه.. تذكيري بالقديس وفضايله وسيرته يساعدني اني اتعلم منه. نور القديس بينوّر قدامي، واتمثل بإيمانه.

 

-        توماس: لا معلش.. اشرح تاني قصدك ايه ان "نور القديس بينوّر قدامي، واتمثل بإيمانه."؟

 

-        معتز: أعمال وتعاليم القديس بتكون النور اللي بيضيء قدامي. زي ما قال المسيح في الموعظه على الجبل "فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16). يعني هاقولك مثال بسيط.. تخيل اني أنا مذلول من خطيئة الغضب. وربنا رازقني بمدير من إياهم.. وانا واقف بصلي للمشكلة ديه.. طبيعي جداً اني افتكر القديس "موسى الأسود" اللي قدر يحارب شهواته ويتحكم في مشاعره لحد ما وصل للقداسه اللي احنا عارفينا . دي اعماله اللي بتنور قدامي.. وأنا بتمثل بإيمانه، أولاً، أنا مدرك اني الروح القدس اللي أعانه هيقدر يعينني. وان هو هايكون حاسس بضعفي وصعوبة التجربه، فهيكون بيصلي من أجلي. وآخيراً هاقتدي بسيرته، وهاكون بطلب من ربنا انه يديني الصبر ويسندني في تجربتي، بدل ما اطلب منه انه يقتل المدير! 😊😊

 

-        توماس: صحيح.. معاك حق!

 

-        معتز: قبل ما نختم كلامنا، هاقرا معاك رد القديس جيروم على  فيجيلانتيوس اللي أنكر إمكانية صلاة الراقدين عن المجاهدين معتمدًا على العبارة: "كلب حي أفضل من أسد ميت":

" إن كان الرسل والشهداء وهم بعد في الجسد يمكنهم أن يصلوا عن آخرين، وهم لا يزالوا في قلق من أجل أنفسهم، كم بالأكثر أن يفعلوا هذا عندما ينالوا أكاليلهم وهم غالبون ومنتصرون؟ موسى، رجل واحد، غالبًا ما نال صلحًا من الله عن 600 ألفًا رجلًا مسلحين (خر 32: 30 إلخ). واسطفانوس الذي تبع الرب وأول شهيد مسيحي طلب صفحًا عن مضطهديه، فهل عندما دخلا إلى حياتهما مع المسيح يكونا أقل قوة مما كانا عليه؟ يقول الرسول بولس أن 276 نفسًا قد وُهبت إليه الذين كانوا في السفينة (أع 27: 37)، فهل بعد انحلال (جسده) وقد صار مع المسيح يغلق فمه، ويصير عاجزًا عن أن ينطق بكلمة عن الذين في كل العالم يؤمنون بإنجيله؟ هل فيجيلانتيوس الكلب الحي أفضل من بولس الأسد الميت...؟ الحق أن القديسين لا يدعون أمواتًا، بل يُقال عنهم أنهم راقدون."

-        توماس: كان عنيف أوي القديس جيروم ده! بس الصراحه اختصر شرح اللي انت قولته في ساعتين، في سطرين!

 

-        معتز: الملافظ سعد ياعم! .. عشان لسانك الطويل ده، قوم اعمل لنا طقم شاي بقى عشان القهوه بصراحه كانت أي كلام!

 

-        توماس: آآآآآه ياااني!!...


 اضغط هنا للذهاب للمقال التالي

يتبع

Comments

Popular posts from this blog

كنيسة القديسين

The Church of the Saints

أخضعت الطبيعة بالكلمة