كنيسة القديسين - لماذا الشفاعة؟ مش المسيح بيشفع لأجلنا؟؟
شفاعة القديسين (3)
لماذا الشفاعة؟ مش المسيح بيشفع لأجلنا؟؟
-
معتز: وصلنا لفين؟
-
توماس: في آخر قعدة قعدناها، اتكل منا ان السيد المسيح هو الوسيط الوحيد بين
الله والناس، لكن الشفيع ممكن يكون أكتر من واحد. وأنا كنت بسألك ايه لزمة الشفاعه
لو ان المسيح نفسه بيشفع فيّ. والروح القدس المعزي بيعين ضعفي وبيصلي لي.
-
معتز: تمام ... بص بقى وركز عشان اللي جاي ده مهم جداً.
وهنبني عليه كل كلامنا في الأسئلة بتاعتك ... أساس التعليم في العهد الجديد أن:
o
أَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ (غل
2: 20)
o
يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ (غل 4: 19)
o
"لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ،"
(أف 3: 17).
o
وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي
مَعِي." (1 كو 15: 10).
o
الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ." (كو 1: 27)
لو مبتديناش الكلام من هنا.. أي شرح أو تفسير هيتوه مننا..
-
توماس: ماشي.. بس مال ده بالشفاعه؟
-
معتز: أصبر علي.. دلوقتي، بما أن المسيح حال فيّ ومتصور
وعامل، هيكون بيعمل ايه؟
o
"يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى
الأَبَدِ." (عب 13: 8).
o
" وهوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ
نَفْسَهُ." (2 تي 2: 13)
وبالتالي المسيح اللي جوايا بيعمل كل ما هو للمسيح لأنه
لا يتغير.. احنا بيصير لينا فكر المسيح (2كو 2: 16)، ورائحة المسيح الذكية (2 كو
2: 15). نتيجة ده بقى حاجات كتير.. عد معايا:
o
لأن الله محبه، بقى كل مسيحي مدعو انه مش بس يحب قريبه،
لكن كمان عدوه.
o
لأنه هو نور العالم، احنا كمان بقينا مدعوين اننا نصير
نور العالم.
o
لأن المسيح بيجول يصنع خيراً، احنا كمان بقينا مدعوين
ملح الأرض.
o
خد اللي جايه ديه.. ده كمان المسيح زي ما هو مخلّص
العالم، احنا كمان بقينا مدعوين "مُخَلِّصين"!.. شوف كدا بولس الرسول وهو
بيقول "لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا." (1 كو 9: 22)، أو يهوذا
الرسول بيقول للمؤمنين "مخلِّصين البعض" (يه 1: 23). طبعاً، مفهوم ان
رصيد الخلاص هو من المسيح وحده، ولكن المسيح ييسكن في المؤمن ويعمل عمله فيه وبيه..
بيرسله ليكرز، ويقدِّم رسالة الخلاص. وبينطق فيه بكلمة الخلاص، وكمان بيدي للمتكلم
كلام وللسامع فهم. وبالتالي يجوز من حيث هذه الشركة ان المؤمن يُدعى مخلِّص، ولكن
مُخلِّص بوكالة المسيح له وبالاستخدام نعمة المسيح، مش بالفداء ودفع ثمن الخلاص.. دا
بكل بساطه!
-
توماس: جميل الكلام ده.. أول مره أفكّر فيها بالطريقة ديه.. بس برضه لسه مش
رابط الكلام ده بالشفاعة؟
-
معتز: الشفاعة برضه، مش استثناء من أعمال المسيح. ازاي
المسيح يكون ليه قلب وعينين وأفكار شفيع، وييجي يقف عن عمله أول ما يسكن قلب
المؤمن؟ ده يوحنا الحبيب لما سجل في انجيله أعظم محادثه بين المسيح والآب في الاصحاح
ال17، كان كل كلام السيد المسيح عباره عن صلاه وطلبات وتشفعات من أجلنا. فلأن
المسيح شفيع، يتحتم لكل مسيحي انه يكون شفيع.
-
توماس: حلوه أوي الفكرة ديه.. يعني لأني المسيح الشفيع بيتصور فيّ، فبالضرورة
كل مسيحي كمان يصير شفيع.. بس ايه حدود الشفاعة أو الصلاة؟ يعني هو أنا ينفع اتشفع
لحد عشان ربنا يغفر له خطاياه؟؟
-
معتز: طبعاً.. ببساطه كده: الشفاعة في المسيح عباره عن
انسان امتلأ قلبه بالمسيح، فبقى بيطلب اللي بيطلبه المسيح.. وبالتالي يصح للشفاعة
أن تكون لأجل سلامة الكنيسة، وانجماعنا في المسيح، ووحدة الجسد الواحد وغفران
خطايانا، وأبديتنا (الكلام ده مش بيفكرك بالأواشي في القداس؟). لكن لما بنقتصر
الشفاعة في غرضها على التوسل من أجل أمور ماديّه وعالميه، بتصير نافلة تافهة، لأن
ده عكس الوصية "لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ
كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." (مت 6: 33)..
لو فهمت الكلام ده كويس، هتفهم تطبيق الشفاعه في تعليم بولس الرسول وهو بيذكر الأخرين
بلا انقطاع في صلواته[1]. وكمان بيطلب من الأخوه المؤمنين
انهم يصلوا له[2]
، ويصلوا عشان خدمته «مُصلِّين بكل صلاة وطلبة... لأجل جميع القديسين ولأجلي لكي
يُعطَى لي كلام عند افتتاح فمي» (أف 6: 19،18).
والجميل إن في رسالته الأولى لتيموثاوس، بيأمر بصوره مباشره «أن تُقام طلبات
وصلوات وابتهالات وتشكُّرات لأجل جميع الناس» (1تي 2: 2،1). (على فكرة كلمة "ابتهالات"
ديه ترجمه غير دقيقه في نسخة فان دايك اللي معانا. الكلمة اليونانية في الأصل έντεύξεις اللي هي معناها "شفاعات" أو intercessions، وممكن ترجع
لنسخة KJV
أو NKJV عشان تتأكد بنفسك!).
المهم، بولس الرسول بيطلب الطلبات والشفاعات لأني ده حسن ومقبول عند الله "الَّذِي
يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ
يُقْبِلُونَ." (1 تي 2: 4). وعلطول بيأكد ان ده لا يتعارض - بل بالعكس – هو استكمال
للدور الخلاصي للمسيح "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ
بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،" (1 تي 2: 5).
-
توماس: فهمت قصدك.. طيب معلش .. لما أنا أطلب الصلاه من أخرين، وبالذات لو كانوا الناس دول (أنا آسف) ميتين.. ده مش يبقى كدا تعدي على دور المسيح؟ لما انا أخذ
صفات الله، وأصف نفسي بشفيع، ولا مخلّص، ولا أصلي لغفران خطايا شخص اخر.. أنا كدا
مش بساوي نفسي بربنا؟ ده احنا حتى الهنا إله غيور، وقال "«أَنَا الرَّبُّ
هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ." (إش 42: 8)...
-
معتز: جميل جداً.. وسؤالك ده ياخدنا للسؤال التالت في مجموع
الاسئله اللي ابتدينا بيها المناقشة: "يعني ايه مجدي لا أعطيه لآخر؟ هل لأن
المسيح شفيع، لا يمكن أن يكون أحد أخر شفيع؟". تعالى نعمل دور شاي تاني، ونرجع
نكمّل.
يُتبَع...
Comments