كنيسة القديسين - مجدي لا أعطيه لآخر
كنيسة القديسين (4)
مجدي
لا أعطيه لآخر؟
- توماس: ياعم انت هاتجيبلنا انيميا بالشاي اللي احنا قاعدين نشربه كل شويه ده! 😀
- معتز: مش أحسن ما دماغنا تتآكل من أسئلتك ديه ؟! 😀😀
-
توماس: معاك حق.. الصراحة أنا طولت عليك وزهّقتك بأسئلتي
-
معتز: ياجدع أنا بهذر معاك ... بالعكس أنا مستمتع جداً بحديثنا.
والمناقشات اللاهوتية والأسئلة دي مفيدة جداً لتثبيت ايماننا. لأن العقل هو اللي
بيغذي الايمان، طالما كانت المناقشة هدفها الفهم، وملتزمة بروابط الاتضاع الاحترام
والمحبة، وغايتها التعمق وفهم طبيعة علاقتنا مع المسيح وعظمة التدبير الإلهي لخلاصنا،
تحت ارشاد الروح القدس. لكن لما تكون المناقشة غرضها اثبات إن احدى الأطراف صح
وخلاص، ويغلب عليها السخرية وعدم الاحترام، ديه بتكون مناقشات غبيه، والكتاب بينصحنا
اننا نبعد عنها، لأنها مضيعه للوقت وبتفقدك سلامك الشخصي (كنت كتبت مقال منفصل عن
المناقشات الغبيه، مع شوية امثله ليها. هاتلاقيها على اللينك ده).
-
توماس: متفقين. المهم خلينا نرجع لموضوعنا. انا كنت بسألك لما أنا أطلب الصلاة
من أخرين، وبالذات لو كانوا الناس دول (أنا آسف) ميتين.. ده مش يبقى كدا تعدي على دور المسيح؟ لما انا
أخذ صفات الله، وأصف نفسي بشفيع، ولا مخلّص، ولا أصلي لغفران خطايا شخص اخر.. أنا
كدا مش بساوي نفسي بربنا؟ ده احنا حتى الهنا إله غيور، وقال "«أَنَا الرَّبُّ
هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ." (إش 42: 8)
-
معتز: تمام ... خلينا نركن موضوع شفاعة المنتقلين ديه
على جنب شويه، ونرد على الجزء التاني من سؤالك، اللي برضه هنقسمه على جزئين:
o
هو الكتاب كان قصده ايه بالأيه: وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ
لآخَرَ (إش 42: 8)
o
هل لأن المسيح شفيع، لا يمكن أن يكون أحد أخر شفيع؟
-
توماس: أعتقد ان مفيش خلاف في معنى الأيه.. الله بيقول انه مش بيدي مجده
لأحد آخر.
-
معتز: صدقني شرحك اللي انت قلته ده هو عين الخلاف. لو الكلام
بالعموميه والتسطيح ده، ازاي المسيح بيقول للآب "وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ
الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي" (يو 17: 22). هل الله يناقض نفسه
-
توماس: همم... أمال ايه طيب؟
-
معتز: كالعادة، لما تاخد آية منقطعة من سياقها، بتؤدي
إلى معنى مبتور واستدلال خاطئ، اللي بيكون أخطر من عدم الاستدلال.. تعالى نشوف ايه
السياق اللي اتقالت فيه الآيه ديه، ونطلب ارشاد الروح القدس انه يدينا نعمه وحكمه
وفهم في قرائتنا:
o
هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي
سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي (اش 42: 1) (ياترى مين العبد ده.. وايه حكايته؟ بيجاوب في
الأيات اللي جايه)
o "لاَ
يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً
مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ
يُخْرِجُ الْحَقَّ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي
الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ». هكَذَا يَقُولُ اللهُ
الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا،
مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا
رُوحًا: «أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ
وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ وَنُورًا
لِلأُمَمِ، لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ
الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ." (إش
42: 2-7).
واضح جداً ان ديه كلها شهادات عن المسيح اللي جه في صورة
عبد، والعهد الجديد برضو بيشير لكده. خد عندك الأيات ديه من العهد الجديد على سبيل
المثال لا الحصر:
o
فَعَلِمَ يَسُوعُ وَانْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ.
وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ جَمِيعاً. وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ
يُظْهِرُوهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: هُوَذَا فَتَايَ
الَّذِي اخْتَرْتُهُ حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي
عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ. لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ
صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ
يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ" (مت12: 15-21)
o
لَكِنَّهُ
أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ (في2: 7)
يعني
الكلام كله عن يسوع المسيح.. لكن في أي حال؟؟ في حالة كونه العبد المتألم بالتجسد
وحامل نير فداء البشريه "لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ،
صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ
نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيب" (في2: 7-8)..
تعالى
نكمّل مع بولس الرسول اللى ماشي مع نبوّة إشعياء خطوه بخطوه عشان يظهِر ازاي العبد
المتألم بينال مجد الآب المتكلِّم في النبوّة:
"لِذَلِكَ
رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ
بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ
وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ
هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (في2: 9-11)..
وبالتالي،
سياق الأيات في سفر اشعياء وشرح بولس الرسول في فيلبي بيوضّح أن قول الآب
"مجدي لا اعطيه لآخر <سواه>"
عشان يستبعد أي "آخر" دون شخص المسيح العبد المتألم، وليس أي آخر دون
شخصه هو (الآب)..
-
توماس: معلش.. مش فاهم قصدك في الجمله الأخيره ديه. قصدك إيه انه يستبعد أي
"آخر" دون المسيح العبد المتألم، وليس أي آخر دون شخصه هو (الآب)؟.
-
معتز: يعني بالبلدي كده، الآب بيقول:
لا اعطي مجدي لآخر غير للابن في تجسده. مش بيقول "لا اعطي مجدي لآخر غيري
وخلاص !.. معنى القول الإلهيّ هنا هو وعد من الآب انه يعطي مجده فقط للمسيح في
تجسده، دوناً عن كل المتنافسين الطامعين
في اختلاس وسرقة مجد الإله زي الآلهة الزائفة (عشان كده تكملة الآيه: ولا تسبيحي
للمنحوتات).
-
توماس: فهمت قصدك.. بس معلش، ده يفرق ازاي في تطبيقى للآيه؟
-
معتز: الموضوع مش مجرد تصحيح
تفسير، لكن الحقيقة ان الخبر السار بيبدأ من هنا، ومنتهاه فوق الوصف. في يوحنا 17 هتلاقي
المرافعة الأعظم في التاريخ بيرفعها المسيح عن البشرية عشان يقبلها الآب من تاني. ومفتاح
فهمها أن الكلام عن المسيح في صورة العبد المتألم... تعالى نقراها سوا:
o
تَكَلَّمَ
يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ
قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً (يو17: 1)
- خلي بالك بيشير للساعة الموعودة الموصوفة في إشعياء 42.. وعشان يأكد المعنى ده
بيقول:
o
أَنَا
مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ
أَكْمَلْتُهُ. وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ
أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ
كَوْنِ الْعَالَمِ (يو17: 4)..
هنا بيشير
بكل وضوح للآيه موضوع كلامنا (إش42: 8)..
يعني ببساطه الرب يسوع بيقول للآب: أنت قلت في إشعياء ان مجدي لا تعطيه لآخر غيري،
ووصفتني بمؤهلات نوالي للمجد وحدي. وأنا أهوه أتممت كل عمل للعبد المذكور في
النبوّة هناك، فاعطني المجد الموعود الآن في صورتي ديه كعبد، عشان يمجدك ابنك
أيضاً..
-
توماس: طيب ايه المقصود بجزئية" لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً"؟
-
معتز: بص ياسيدي.. لما آدم سقط، ظهر
عجز البشر عن تمجيد خالقهم في صورته فيهم، لأني الصورة تشوهت وعجزت عن النمو لقامة
المسيح الابن الوحيد، معايا لحد هنا؟
-
توماس: معاك..
-
معتز: وبالتالي كان تمجيد الآب من
خلال "الطبيعة البشريّة" الترابيّة الصرف طريقها الوحيد هو ائتمان الآب
للابن المتجسد، الإله الظاهر في طبيعة التراب، على مجده ليمجده أيضاً ويتحقق أصل
القصد الإلهيّ، بإنسان هو أيقونة لخالقه يقبل منه المجد ويرده له..
-
توماس: حلو أوي.. وهو ده المعنى اللي شرحناه في (اش 42: 8)
-
معتز: تمام أوي.. لكن ده مكنش منتهى
عمل المسيح.. وإلا مكنش ليه لزمه التجسد،
وكان البشر هلكت، وكان الآب يحتفظ بمجده مع ابنه في حال اللاهوت الفائق عن الإدراك.
انما الخبر السار اللي في
نوال المسيح المجد في صورة العبد المتألم هو ده:
"وَأَنَا
قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا
أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ" (يو17: 22)..
يعني
لو حاولنا نحط الكلام ده في خطوات بسيطة، هيكون كالتالي:
1.
المجد
منذ الأزل للآب (والابن والروح القدس بحكم الطبيعة الإلهية)..
2.
الابن
بيتجسد ليتلقى إنسانياً المجد ده بعد ما بيظهر حق الآب (بحسب وصف اشعياء النبي اش
42: 2- 7)
3.
ولما الإبن
بيتسلّم المجد، بيعطيه للمؤمنين به..
4.
فيُبقوا
مؤهَّلين لدخول بيت الآب، ووراثة
عدم الفساد!!
-
توماس: يعني في إشعياء 42 بيقول ان مجد الآب بيعطيه فقط للابن المتجسد، وفي
يوحنا 17 الابن بيقول انه استلم هو وحده اللي تسلم المجد ده، وهو وحده اللي بيعطيه
للمؤمنين..
-
معتز: كده انت فهمت المعنى المقصود،
وتبقى كسبت معانا كوبايتين شاي، عشان نجاوب على الجزء التاني من سؤالك، اللي هو هل لأن المسيح شفيع، لا يمكن أن يكون أحد أخر شفيع؟ 😊
Comments