كنيسة القديسين - هل لأن المسيح شفيع، لا يمكن أن يكون أحد أخر شفيع؟
كنيسة القديسين (5)
هل لأن المسيح شفيع، لا يمكن أن يكون أحد أخر شفيع؟
-
توماس: نكمّل كلامنا.. احنا آخر نقطه اتكلمنا فيها كان تفسير لآية "مجدي
لا أعطيه لآخر"، وفهمنا ان بقراءة سياق الآيات، مع قراءة رسالة بولس الرسول
لفيلبي، واضح جداً ان الآب بيقول "مجدي لا اعطيه لآخر إلا ابني، العبد المتألم،
اللي هو المسيح المتجسد". واتكلمنا على ان المسيح في يوحنا 17 بيشير لنبوءة
اشعياء 42، وبيتكلم مع الآب وبيقولّه المجد اللي انت اعطتني إياه، أنا قد اعطيتهم (المؤمنين).
- معتز: أنا ملاحظ ان شرب الشاي كتير، جايب معاك نتيجه زي الفل 😀
-
توماس: ياريتني عرفت السر من بدري! 😀.. طيب، هو بقية سؤالي الصراحه
كانت مبنيه على فهم مش واضح للآيه اللي انت شرحتهالي. هل ينفع أكون شفيع، والمسيح
هو شفيعنا؟ أنا برضو مش مستريح لفكرة اني اوصف نفسي بصفات المسيح. حاسس اني بساوي
نفسي بربنا، وبدخّل نفسي في بدعة "تأليه الانسان"!!
-
معتز: تأليه الانسان مرة واحده؟! لا ياسيدي اطمّن، احنا
بنتكلم عن مماثله وتبعيه مش مساواه. ولما الرب يدّي ذاته ومجده وروحه، فالعطية مبتخلّيش
الإنسان مساوي لله، لأن هناك 3 فروق أساسيه وجوهريه:
o
الرب هو المصدر والمعطي والمانح والإنسان هو الآخذ، ولا
يتساوى المدين مع الدائن أبداً ولو أخد كل ما للدائن.
o
الرب هو الضامن والإنسان هو المضمون له، وهيفضل المضمون
له محتاج للضامن للأبد، وطبعاً مش محتاج الضامن لمن يضمن له مجده اللي ليه
بالطبيعة.
o
الرب هو المالئ وهو الملء المُطلَق، واحنا من ملئه
جميعاً بناخد كلٍ بحسب قياس هبة النعمة، فكيف يتساوى الملء مع المحدود؟
وبالتالي، الشفاعة ليست استثناء.. وجميل أوي اننا نبقى
فاهمين الفكر ده واحنا بنقرا رسالة يوحنا الأولى "يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ
إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ
عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ." (1 يو 2: 1). في ناس بتخلط بين
الأيه ديه والأيه اللي في رسالة بولس الأولى لتيموثاوس "لأَنَّهُ يُوجَدُ
إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ
الْمَسِيحُ،" (1 تي 2: 5)، فيقولوا بالغلط "لنا شفيع واحد عند الآب".
بالرغم من اننا اتكلمنا قبل كدا عن الفرق ما بين الوسيط والشفيع، بس أنا يهمني اننا
نبقى فاهمين اننا لينا شفيع واحد عند الآب من حيث مصدرية وموثوقية الشفاعة.
-
توماس: جميل أوي المعنى ده.. بس ممكن تشرحلي بشكل عملي أو تطبيقي يعني ايه لينا شفيع واحد من حيث مصدرية وموثوقية الشفاعه؟ ازاي الكلام ده يتفق مع كلامنا قبل كده ان وجود
المسيح جوا المؤمنين يخليهم شفعاء؟
-
معتز: ممكن تطبق الكلام اللي قولناه ده بالأشكال التاليه:
o
المسيح
فينا بيجعل قلوبنا حسب قلبه، فننظر لاحتياج المحتاجين ونتشفع لأجلهم على مثال
المسيح الشفيع. ولما بنتشفع بننظر للمسيح اللي أعطانا اننا نشعر باللي هو بيشعر بيه،
ونطلب اللي هو بيطلبه. ولما تُستجاب الشفاعة أو الطلبه، فالفضل بيكون للمسيح اللي قبلها
واستجاب..
o
والمسيح
أمين فيما له.. هو أسس رصيد الشفاعة مرّةً على الصليب، وهيفضل شفيعاً دوماً لكل التائبين.
وأما المؤمنون فطالما حافظوا على أمانتهم نحو المسيح، بيظهر قلب المسيح في قلوبهم،
وبتعمل نعمة المسيح في أرواحهم، وبيقدّموا شفاعاتهم لكل من يحركهم روح المسيح
نحوه..
o
وأخيراً،
واضح أن رصيد العمل دفعه المسيح، وائتمن المؤمنين اللي بيتصوّر فيهم، يعني احنا بننفق
من رصيد المسيح، اللي ليه كل الملء، والكل بينفق وبيتشفّع للرب حسب طاقته وحسب سعة
قلبه..
- توماس: الله على الجمال !!.. يعني بدل ما كان سؤالي "هل ينفع أكون شفيع، والمسيح هو شفيعنا؟"، انا بقيت فاهم دلوقتي اننا المؤمنين شفعاء عشان المسيح هو شفيعنا 💖
-
معتز:
بالظبط كده، لأن العلاقه اللي ما بيننا وبين ربنا هي علاقة اتحاد وشركه، مش منافسه..
الاتحاد معناه أن نفع الواحد محسوب للي بيتّحِد معه، لكن المنافسة بتعني أن مكسب
الواحد مخصوم من المنافس. الاتحاد يفيد أن علاقة الواحد بالواحد الآخر المتّحِد
معه علاقة تفاهم ومحبّة، لكن في المنافسة تعني أن عوامل القلق والبغضة والخداع
واردة بقوّة. وأخيراً لما يكون الاتحاد بين الله والإنسان فهو اتحاد نعمة، لأن
الإنسان ليس شيئاً إلا بنعمة الرب.
-
توماس: الله ينوّر..
فهمت قصدك. احنا علاقتنا مع ربنا علاقة اتحاد مش منافسه.
-
معتز: تمام كده .. واحنا ايماننا ان العمل الشفاعي بيعود لعمل الرب، مش من القديسين كمنافسين للرب ... حاشا .. دا حتى بطرس ويوحنا قالوا ليس بقوتنا ولا بتقوانا، لكن في نفس الوقت الكتاب المقدس كان بينسب المعجزات للرسل لما قال ان ظل بطرس ومناديل أو مآزر بولس بتشفي المرضى، وتخرج الأرواح الشريرة منهم. (أع 19: 12). يبقى ايه اللي يمنع اننا ننسب المعجزه لقديس طالما كله نابع من عند الرب بقوته ؟؟
-
توماس: ميه ميه.
-
معتز: طيب مش هوصّيك بقى، انك تصلي لي النهارده 😊
-
توماس: لا ياباشا.. مش قبل ما تشرحلي ازاي احنا ككنيسه بنؤمن بشفاعة
الميتين؟ كل الكلام اللي انت قلته يمشي علينا احنا الأحياء، لكن ازاي نطبقه على
المؤمنين اللي ماتوا؟ ده احنا عندنا وصايا مباشره بتنهي عن استشارة الموتى (اش 8:
19؛ تث 18: 11)
-
معتز:
غالي والطلب رخيص.. كده بقى القعده تحلو، وميبقاش ناقصنا غير كوبايتين شاي، عشان
نجاوب السؤال المنتظر: أَيُسْأَلُ الْمَوْتَى لأَجْلِ الأَحْيَاءِ؟ هل المنتقلين شفعاء أيضا؟
يتبع...
Comments