والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالما أنها تولد خصومات (2 تي 2: 23)
المباحثات الغبيه والمناقشات السخيفه
كانت وصية بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس بأن يرفض الخصومات المفسدة لنقاوة النفس تحت ستار الدفاع عن الحق، إذ يقول: "والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالمًا أنها تولد خصومات. وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع، صالحًا للتعليم، صبورًا على المشقات، مؤدبًا بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق، فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته" (2 تي 2: 23-26).
التزام المؤمن أن يفّصل كلمة الحق باستقامة وأن يحفظ وديعة الإيمان بلا
انحراف لا يعني دخوله في مباحثات غبية وسخيفة تولد خصومات، وتفسد نقاوة قلبه،
وتنزع عنه سلامه الداخلي. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حتى في
المباحثات لا يخاصم، فإن عبد الرب لا يجب أن يخاصم ما دام الله نفسه إله
السلام.]
هكذا لا يليق به أن يقدم الحق خلال دخوله في خصام، فإن الوداعة - حتى في
المناقشات وفي الانتهار أكثر فاعلية في حياة الآخرين من العنف أو الخصام ولو
كان من أجل الحق. لهذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يليق بمن يعلم أن يهتم
على وجه الخصوص أن يحقق عمله بالوداعة، فإن النفس التي ترغب في التعلم لا تتقبل
التعليم النافع خلال الخشونة والنزاع.]
وفي الأونه الأخيره تناول الكثيرون العديد من الموضوعات الكنسية الخطيرة (من عقيده وطقوس وليتورجيا) بصوره مشوهه مبتوره لا تتناسب مع عمق وطبيعة المواضيع المتناولة، مما أدى إلى كثرة الجدل العقيم الذي بدوره أدى إلى المزيد من الاضطراب والتشويش حول القواعد الإيمانية للكنيسة الأرثوذكسية والقوانين والممارسات الليتورجيا المرتبطة بتلك العقائد. ومما يزيد من "الطينة بله"، هو المغالطات المنطقية العديدة، واختيار وسائل التواصل الاجتماعي لتراشق الأراء والاتهامات، بالرغم من قصور قنوات الاتصال على وسائل التواصل الاجتماعي وعجزها عن توفير منصة تلائم خطورة المواضيع المتداولة والمطروحة للنقاش.
ففكرت في طرح بعض المقالات التي قد تساعد القارئ في التمييز عما إذا كان النقاش صحي وموضوعي، أم هو على حافة السقوط في شرك "المباحثات الغبيه". وسوف أقوم بتحديث قائمة المقالات أدناه كلما آتتني فكره جديده، أو لاحظت مغالطه منطقيه زاد استخدامها في الأونه الأخيره:
Comments