عقدة المنقذ

 الوصايه المجتمعية ... عقدة المنقذ

    في مصطلح في علم النفس اسمه الـ Savior Complex (عقدة المنقذ)، واللي بيصيب بعض الناس فيعيشوا وهم انهم أبطال بينقذوا العالم، وممكن توصل انهم يضحوا بوقتهم ومجهودهم ومستقبلهم عشان خاطر الوهم ده .. والحقيقة في مجتمع مليان مشاكل وبلاوي دايماً لازم يكون فيه "منقذ" .. ويمكن سبب في وجود حاجه زي عقدة المنقذ هو رغبة بعض الناس انهم يحسوا انهم أبطال ..

    والحقيقة إن الإحساس ده يعتبر مغري لأي حد، تخيل انت نجم مجتمع.. انت بطل.. بتنصح الناس بالحق وتوجههم للخير والصح.. كلمتك مسموعة والكل بيعتبرها أمر مفهوش شك.. انت عندك كل الحلول لكل المشاكل وكل الناس مستنيه منك تتكرم عليهم وتقولهم الحلول دي .. وياسلام لما يكون الموضوع متعلق بجدل طائفي ويصحبه تنمر على  أفكار أو عقائد أو طقوس شريحه من المستمعين. لكن يكمن الشيطان في  تفاصيل النصيحة ديه والرغبة في الإنقاذ، لأني معاها ميل خفي للتعالي على الآخرين دول، واتهامهم ضمنًا بالعجز عن مساعدة أنفسهم أو قلة الحيله أو التغييب (والغريب إن فيه ناس بتنبهر أوي بالتضحيه دي! على الرغم من انها تضحيه عشان برضه منفعة شخصية !!!).

    طب المشكله فين؟ المشكله اني الناس دي (اللي يتلعب دور المنقذ) بتدمج نفسها بالحل اللي بتطرحه .. الناس دي بتقول اني هي بس اللي فاهمه الدين صح.. وأي محاولة مناقشه وجدال يبقى انت بتجادل أو تشكك في الدين ذاته. الانسان اللي بيلعب الدور ده بيكون على غير درايه عن كيفية تلاعب أفكاره  وأهواؤه بيه. هو فقط يعتقد أن له دورا في منع حصول الأمور السيئة في المجموعة التي ينتمي إليها و يتخذ هذا الدور ذريعة لما يقوم به حتى لو أدى الأمر للتصرف بعكس ما دينه نفسه ما بيقول. و يشعر صاحب العقدة أن هناك مهمة تلح عليه يجب أن يحققها مهما كان الثمن ..

 

    للأسف .. هي شعره ما بين نبل الهدف، والاضطراب النفسي .. وأوقات في علم النفس يسموها "عقدة المسيح المنقذ" Messaiah Complex. ولو الانسان اللي بتتعامل معاه ذكي هيكون على قدر كافي من المهاره انه يخلط كويس بين التعاليم الدينيه والوصايه الالهيه بتفسير مقنع، وبين رغباته الشخصيه لارضاء ذاته ومشاكله الخاصه.

    لو لقيت نفسك في نقاش أو سلسلة حوارات وجدل مع احدى هؤلاء الأشخاص. صدقني المناقشه ديه هتبقى قلتها أحسن، لأنها هتكون استنزاف للوقت والمجهود دون جدوى.