هو بجد كان فيه استشهاد ؟
هو بجد كان فيه استشهاد؟
ويمكن أفلام القديسين اللي انتشرت في أواخر التسعينات - برغم المجهود الكبير أوي اللي كان معمول فيها بإمكانيات أقل من متواضعة- ساعدت في رسم الفكرة ديه. كنت بحس اني كلهم شكل واحد بصوره أو بأخرى (القديس يروح للوالي .. يقوله في وشه أنا مسيحي .. الوالي يحاول يغريه انه يبخر للأوثان .. القديس دماغه ناشفه .. الوالي يعذبه .. الوالي يزهق .. الوالي يقتل القديس).
النهارده وقع في ايدي بالصدفة صورة مخطوطتين أصليتين من جامعة "ديوك" الأمريكية عن الاستشهاد في
الكنيسة الأولى. واحده منهم عباره عن محضر محاكمة انسان مسيحي من القرن
الرابع اسمه اسطفانوس من مدينه اسمها لينايوس. والوالي اللي بيحاكمه اسمه
اريانوس. نص المحاكمة بالضبط متماشي مع السيناريو اللي حكيناه فوق (هتلاقي تحت
لينك لصورة المخطوطه، ونص المحضر مكتوب بالانجليزي)
نص المحاكمه (In English)
صورة المخطوطه
الوالي جاب اسطفانوس الكاهن من السجن عشان يحاكمه ويقدم بخور للأوثان:
- الوالي (أريانوس): اسمك= اسطفانوس: أنا اسطفانوس كاهن مدينة لانيوس- الوالي: أنا عايز أعفو عنك= اسطفانوس : أنا مسيحي.- الوالي: قدّم ذبيحه للألهه= (فاسطفانوس بيرفض تاني.)- الوالي: هاديلك مهله تفكر= اسطفانوس: دي حاجه ترجعلك. بس ده كله مالهوش لزمه. المسيحيين مش بيقدموا ذبائح للأوثان.وبعد كام محاوله من الوالي ..- الوالي: انت مش عارف اني أنا عندي الصلاحيه اني أسيبك تعيش (افتكرت بيلاطس لما قال للمسيح «أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطانا أن أصلبك وسلطانا أن أطلقك؟» (يو 19: 10)).= اسطفانوس: أنا مسيحي (صعيدي جداً ...)- الوالي (بعد لما اتغاظ وزهق) : أنا حاولت معاك كتير ووعدتك اني أعفو عنك لكن انت مُصِر تعصي الملك، وتسلك زي الحيوانات البريه. وعشان كده حكمت عليك بالحرق حياً...
نفس "نشفان الدماغ" (بالبلدي كده) اللي بنقراه في السنكسار. ونفس الصلابة اللي بنقرا عنها عند اسطفانوس في أعمال الرسل وهو أمام مجمع اليهود. ولما تضيف حادثة الـ21 شهيد بتوع ليبيا للمشهد، تحس بجد اني الزمان بيجري، لكن صورة الشهداء ثابته، كأنهم مراية لبعض.. نفس ثبات الايمان.. نفس وضوح الهدف.. نفس القوه في المجاهرة.. نفس الروح القدس اللي جوا كل نفس وتعطيهم في تلك الساعة ما يجب أن يقولوه .. لأن الفضل أولاُ وأخيراُ في هذا هو من الله لا منا. "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح." (2 كو 3: 18).
الكنائس الشرقية بوجه عام فهمت الفكر ده كويس، وعكست الفهم ده في رسم أيقونات
القديسين. فمثلا في الفن البيزنطي يرسموا الوشوش كلها بشكل قريب جدا لبعض.
ملامح القديسين في غالبية الأيقونات البيزنطيه بتكون كالأتي:
- الوجه: يميل إلى الكستنائي الغامق.
- العينين: وترسم واسعة مفتوحة لأنها رأت أعمال الخالق وبواسطتها تمت معرفة الناموس الروحي.
- الأذن: وترسم كبيرة للدلالة على حسن سماع تعاليم الرب.
- الأنف: أكبر من الطبيعي ومنساب بشكل طويل ورفيع ويرمز إلى أنه لم يعد يقوم بوظيفته بل صار يستنشق الرائحة الذكية الروحية.
- الطول: النفس العذرية ويرمز إلى ارتقاء النفس والروح نحو خالقها.
- الهالة: وترمز إلى المجد الإلهي الذي يغمر القديس والنور الصادر من القديسين وهي تحيط بالرأس لأنه مركز الروح والفكر والفهم.
- المعدة النافرة: وترمز إلى الألم.
إن كان الله أعلن لنا ذاته بتجسد الإبن، فالكنيسه هي استمراريه لهذا الدور الكرازي بعمل الروح القدس فيها. بصلي ربنا -اللي لا يترك نفسه بلا شاهد- يدّينا اننا ندرك قوة وفعالية وعظمة اتحادنا بيه، متمثلين بإيمان سحابة الشهود والشهداء دول، عشان نقوم بعملنا الكرازي لأهل هذا الزمن، لكيما يمجدوا الهنا الذي في السماء. أمين
Comments